القاهرة - مصر اليوم
"آااه.. آااه" مقطع قصير لا تتعدى مدته بضع ثوان أعاد به العلماء صوت كاهن قد توفي قبل 3000 عاما، إلى الحياة مجددًا بواسطة خاصية مبتكرة، فمحاولات العلماء لمعرفة أسرار الماضي خاصة الحضارة المصرية القديمة الملهمة، لا تتوقف عبر عشرات الأعوام.
- الكاهن "نيسيامون":
"نيسيامون" هذا هو اسم الكاهن الفرعوني الذي عاش في عهد الفرعون رمسيس الحادي عشر، في معبد الكرنك بمدينة طيبة قديما، الأقصر حاليا، وتلخص عمله في التقرب من الإله آمون وجمع الشعب على طاعته وعبادته، وكان يعمل أيضا كخطاط، ووقع اختيار العلماء على مومياء الكاهن "نيسيامون" بعد إجراء العديد من الأبحاث عليه، كان أولها للتوصل إلى سبب وفاته، وآخرها كان محاولة إصدار نسخة رقمية من صوته بطريقة مبتكرة.
- خلق الصوت:
أنتج العلماء صوت الكاهن عن طريق إعداد نموذج للقناة الصوتية وطبعها على نسخة ثلاثية الأبعاد، من خلال تتبع وترجمة الكلمات والمقاطع الصوتية التى كان يصدرها أثناء ألمه قبل وفاته، وبعدها تم عمل مسح لكلمات وآهات الكاهن عن طريق الكمبيوتر ووضعها بتردد أعلى لتكون مسموعة وجعلها مشابهة للصوت البشرى العادى.
وكانت الكلمات التى توصل إليها العلماء كانت تعنى بالإنجليزية bed"" أو" "bad مما تعنى بالعربية أنه كان يتألم بعبرات مثل آه أو آخ وتم تسجيلها بخاصية التوليف الصوتي.
"التخليق الصوتي"، أو "التوليف الصوتي" هي الخاصية التي استخدمها العلماء لخلق صوت المومياء، وهذه الخاصية هي عبارة عن إنتاج اصطناعي للكلام البشري، تمكن هذه الخاصية تحويل الكلمات إلى صوت وبفضل التكنولوجيا الحديثة يمكن تحديد الصوت الذي سينطق هذه الكلمات.
- محاولات سابقة:
ويتضمن نظام التوليف الصوتي خاصية معالجة الإشارات الإلكترونية التي استخدمها العلماء في البداية كمحاولة لخلق صوت بشري اصطناعيا.
خاصية التوليف الصوتي ليست أمرا جديدا، فمحاولات إنتاج صوتي بشري ترجع إلى عام 1779 حينما حاول العالم الدنماركي كريستيان كراتزنشتاين الذي يعمل في أكاديمية العلوم الروسية، بناء أداة تخرج الصوت البشري ومكنه بالفعل من إنتاج حروف صامتة فقط.
- قصة وفاة الكاهن:
حشرة لسعت لسانه فأدت إلى وفاته، وبسبب هذه اللسعة صرخ الكاهن وظل مريضا فترة حتى توفي وتم تحنيط جثته، هذه الجثة التي تم نقلها إلى متحف مدينة ليدز الإنجليزية في عام 1823، قام العلماء البريطانيين والألمان من كلية رويال هولواي بإجراء هذه الدراسة الجديدة للتوصل إلى آخر كلمة نطقها الكاهن الفرعوني.
ألم قوي أدى إلى صراخ ووفاة بعد فترة قصيرة، هذا ما خمنه العلماء وبالفعل بحسب النتائج وجدوه حقيقة، ونجحوا في التوصل إلى إنتاج آخر كلمات الكاهن قبل موته والتى كانت تعبر عن تعرضه لألم فظيع استمر فترة قبل وفاته.
وقــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًأ :
دراسة لمومياء مصرية تكشف سبب قتل تمساح منذ 2000 عام وطريقة تحنيطه