مدينة الكرك الأردنية

تعتبر مدينة الكرك جنوب العاصمة عمان من المدن الأردنية التاريخية الهامة، حيث  يوجد فيها قلعة الكرك والتي شهدت أحداثًا متطرفة أخيرًا .

وتقع مدينة الكرك على بُعد حوالي "1300" كيلو متر جنوب العاصمة عمان، ويذكر مجموعة من العلماء أن الاسم العربي "الكرك" مشتق من الكلمة الآرامية والتي تعني البلدة المحصنة، بينما يرى آخرون أن كلمة الكرك منشقة من أسماء اخرى مثل "كير"و"كير – حارسه" ومجمل هذه الأسماء ذكرت في العهد القديم، أما خلال العصور الهللنستية والرومانية والبيزنطية فإن المدينة عُرفت بإسم كاراكمبا والتي تعني "مدينة مؤاب المحصن" وفي عام 1177 ميلادي أصبح ارناط أميرًا للكرك، وبدأ بشن غارات على القوافل التجارية وقوافل الحج وممارسة أعمال السلب والنهب، فجهز صلاح الدين سنة 1183 ميلادي حملة واسعة، وتمكّن من اقتحام المدينة وحاصر القلعة 45 يومًا، ثم انسحب وفي محاولته الثانية عام 1188ميلادي بعد حصار دام سنة ونصف تمكن صلاح الدين أخيرًا من السيطرة على قلعة الكرك والزائر للقلعة يجد مجسم تذكاري لصلاح الدين الأيوبي يمتطي جواده .



 
وكشفت المسوحات الأثرية التي أجريت في منطقة الكرك عن عدد كبير من المواقع التي تؤرخ للعصر البرونزي القديم حوالي 3500-2000 قبل الميلاد، في مناطق متعددة منها "باب الذراع" "النميرة" "الصافي" "فيفيا" قي السهول الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي من البحر الميت وقرية أدر في منطقة المرتفعات الواقعة إلى الشرق من مدينة الكرك الحالية, ويتميز باب الذراع عن غيره من المواقع الأخرى باكتشاف مقبرة كبيرة جدا فيه والتي ضمت قبورًا بأشكال مختلفة .

ويوجد في الكرك عددًا من المواقع الأثرية منها الربة والتي فتحها القائد أبو عبيدة عامر بن الجراح وكانت أعظم مدن مؤاب شأنًا في العصور القديمة، حيث احتلت مركزًا هامًا على الطريق السلطاني وازدهرت المدينة في عهد الأنباط، كما تشير الأواني الفخارية التي يعود معظمها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد عمت المدينة نهضة عمرانية في الفترة الرومانية  كما تدل الآثار الباقية والمعبد الذي لا يزال قائمًا بأعمدته المزينة بتاج كورنتي وإلى جانبي المدخل يوجد محرابان صغيران كانا يحتويان على تمثالين احمدهما للإمبراطور ديوقلسانوس في الجنوب والآخر للإمبراطور مكسميانوس في الشمال .

وإلى الشمال الشرقي من مدينة الكرك بحوالي تقع "حصن اللجون" وهو من ابرز المعسكرات الرومانية المعدة لصد هجمات الأعداء، حيث تم اكتشاف احد أبراج المراقبة ويوجد فيه ثلاث غرف بشكل نصف دائري ووجد داخل المعسكر أيضًا ثماني ثكنات للجنود وغرف ملحقة بها تتسع الثكنة الواحدة إلى 2000 جندي، وقد تهدمت هذه الثكنات نتيجة الزلازل أما أهم المعالم الأثرية التي ما زالت موجودة فهي مجموعة مبان تعود للفترة العثمانية إضافة لمجموعة نصب تعود للعصر البرونزي.

وتبتعد قلعة القطرانة 90 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة عمان، أما القلعة العثمانية فتقع على بعد 4 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من القرية وعلى مرأى من الطريق الصحراوي وبناء القلعة مستطيل الشكل وتبلغ 20-22 مترا طولا و17-35 مترًا عرضًا ويبلغ ارتفاعها 10 أمتار، والقلعة مكونة من طابقين ولها مدخل بني في الجدار الجنوبي الشرقي بارتفاع ثلاثة أمتار، ويزين البوابة ثلاث نتوءات حجرية يعلوها شرفة ذات كوة لإطلاق المقذوفات وصب الزيت الحامي على المهاجمين والمبنى مبني من الحجارة غير المشذبة, كما تم استخدم الطير وكسر الحجارة لتثبيت حجارة البناء .

وبعد الدخول من البوابة ندخل إلى ردهة لها سقف تتقاطع فيه العقود الجانبية المدببة ومن الردهة نزلف إلى ساحة داخلية مكشوفة مستطيلة الشكل وبنيت أربع غرف موزعة على رؤيا الساحة، كذلك كان الأمر بالنسبة للطابق العلوي لكن لها سقوف برميلية الشكل، ومن المدن الكركية الأخرى مدينة مؤتة / المزار والبالوع والسماكية وذات رأس وبلدة القصر ومقام النبي لوط.

أما المقومات السياحية في الكرك فهي متحف آثار الرك الموجود داخل قلعة الكرك ويتحدث المتحف عن تاريخ وأثار منطقة الكرك ويحتوي على قطع أثرية من مختلف المواقع التابعة لمحافظة الكرك ابتداء من العصور الحجرية وحتى الإسلامية المتأخرة.