القاهرة - مصر اليوم
ولد إحسان عبدالقدوس لأب مصري، هو محمد عبد القدوس ممثل ومؤلف مصري، وأم لبنانية من أصل تركي، وهي السيدة روز اليوسف التي كانت واحدة من أعلام الوسط الثقافي في ذلك الوقت، ولها صالون ثقافي يحضره العديد من الكُتاب والمثقفين، وهي مؤسسة مجلة صباح الخير، وجريدة روز اليوسف التي تولي إحسان عبد القدوس رئاسة تحريرها وهو في سن الـ 26، قبل أن ينتقل إلى الأخبار ثم الأهرام، وبالرغم من تعدد المؤسسات الصحفية التي عمل بها عبد القدوس إلا أنه حرص دائمًا على الإبقاء على جريدة روز اليوسف التي مرت بالعديد من الأزمات. وعاش عبد القدوس في منزل جده لأبيه الشيخ رضوان أحد علماء الأزهر، وكان رجلًا متزمتًا إلى حد كبير، ويقيم الندوات الدينية بحضور زملائه من علماء الأزهر الشريف بشكل دوري، وبين تلك الندوات والصالونات التي تعقدها والدته تشكلت رؤية إحسان عبد القدوس، وبدأ إبداعه يتشكل بالعديد من الحكايات التي أثراها هذا التباين بشكل كبير. أثرى إحسان عبدالقدوس الحياة الأدبية والفنية بأعماله التي ترجم نحو 65 منها إلى لغات أجنبية مختلفة وتحول العشرات منها إلى السينما والتليفزيون والإذاعة، فكان نصيب السينما من روايات إحسان عبدالقدوس نحو 49 رواية، فيما تحولت 5 روايات إلى مسرحيات و10 روايات أخرى إلى مسلسلات تليفزيونية و9 إلى مسلسلات إذاعية، ولم يتمكن أي أديب من منافسة عبد القدوس في السينما والتليفزيون عدا نجيب محفوظ الذي تحول العديد من رواياته أيضًا للوسائط المرئية وحققت نجاحًا كبيرًا. ومن أشهر الأعمال الفنية لإحسان عبدالقدوس "لا تطفئ الشمس" و"لن أعيش في جلباب أبي" و"يا عزيزي كلنا لصوص" و"أبي فوق الشجرة". ووُصفت أعمال صاحب "الوسادة الخالية" كذلك بالتحرر والانفتاح أثناء كتابته في توقيت لم يكن معتادًا فيه مثل هذه النوعية من الكتابة فغالبًا ما كانت تقابل أعماله التي بلغت الـ600 عمل أدبي بالانتقاد وأحياناً المنع خاصة فيما يتعلق بالسيناريوهات السينمائية التي اضطر أن يضيف عليها بعض التعديلات. ومَثل هذا التحرر نقلة نوعية في الرواية العربية؛ حيث كانت القصص والروايات فيما قبل تُكتب بنوع من الحذر وبالرغم من تخطي عدد من الكتاب في بعض قصصهم لهذا الحظر إلا أنهم كانوا يتراجعون أمام موجات الانتقاد التي كانوا يواجهونها، لكن إحسان عبدالقدوس استطاع أن يستمر في الإفصاح عما كان يراه ضروريًا للقصة والرواية، وعما كان يراه موجودًا فعلًا في الواقع. وذكر في أحد حواراته الصحفية ردًا على نعت كتاباته باختراق تابوه الجنس، وقال: " نجيب محفوظ أيضًا يعالج الجنس بصراحة، لكن معظم مواضيع قصصه تدور في مجتمع غير قارئ أي المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه ولا يحس أن القصة تمسه أو تعالج الواقع الذي يعيش فيه، لذلك لا ينتقد ولا يثور". وأضاف: "أما أنا فقد كنت واضحًا وصريحًا وجريئًا، فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه سواء عند الطبقة المتوسطة أو الطبقات الشعبية دون أن أسعى لمجاملة طبقة على حساب طبقة أخرى". وهكذا استمر إحسان عبدالقدوس الذي عاش في بيئتين متضادتين في عطائه الأدبي بالرغم من كل ما تعرض له من هجوم ومساجلات كاد يؤدي بعضها إلى منعه من الكتابة بشكل نهائي.
قد يهمك أيضا :
فؤاد قنديل يوزع جوائز مسابقة "إحسان عبدالقدوس"
روايات إحسان عبدالقدوس تتصدر الأكثر مبيعًا في معرض الإسكندرية