القاهرة ـ رضوى عاشور
حصَلَت "مصر اليوم" على التقرير الصادر من مفتشي آثار "سقارة"، والذي يكشف عن كارثة جديدة، حيث يُؤكِّد التقرير أن مقبرة السرابيوم والتي أُعيد افتتاحها منذ عام، بعد عمليات ترميم استمرت لـ 10 أعوام، بتكلفة تجاوزت الـ 12 مليون جنيه، مهددة بالانهيار نتيجة لحالة التدهور التي أصابت الجدران والدعامات الخشبية، بل حتى
الأرضيات وأعمال الكهرباء.
ورَصَدَ التقرير لحالة التدهور التي أصابت الجدران حيث "لوحظ بعض الشروخ في الجدار الجانبي بعد نهاية درج المدخل، إلى جانب بعض الشروخ السطحیة في نھایة الممر الأیسر في طبقة الموني المستخدمة للمعالجة. وفي بدایة الممر الأیسر ھناك جزء حدیث الترمیم ظهرت فيه شروخ صغیرة، كما سقط جزء جديد من الكساء الحجري المبطن للدهليز الأيسر، وذلك يرجع إلى زيادة نسبة الرطوبة داخل السرابيوم.
وكَشَف التقرير عن وجود تكلُّسات ملحيَّة ورواسب وحالات تضخم في الفجوات تهدد بانهيار المقبرة، خاصة مع وجود انهيارات حدثت بالفعل لقطع كبيرة وأخرى صغيرة للكساء المبطن لطبقة الطفلة في الممر والدهاليز، نتيجه ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة.
أما في ما يخص جهاز التهوية السطحي والذي يسحب الرطوبة من المقبرة فقد كشف التقرير عن وجود قطع لأحد أسلاك صندوق التحكم في تشغيل وإيقاف الجهاز، بخلاف وجود قطع في الشبكة المغطية لفتحة تهوية الجهاز، لذا يلزم اعاد تركيب شبكة جديدة له.
وطالب التقرير رئيس منطقة آثار سقارة بمد المفتشين ببایانات القراءات المختلفة لأجھزة
الحرارة والرطوبة داخل السیرابیوم منذ إفتتاحه وحتى الآن، وكذلك قراءات الشروخ
للوقوف على تطوره، وتحديد أعداد زوار المقبرة المخصصة للمعبود "أبيس"، وتشغيل أجهزة سحب الرطوبه منها.
من جانبه، حمل المنسق العام للحمله الشعبيه للدفاع عن الآثار أسامة كرار وزير الآثار محمد إبراهيم مسؤولية ما يحدث في السرابيوم من انشقاقات تحدث نتيجه الإهمال، حيث قام المفتشين بكتابة تقارير عدّة عن حدوث انشقاقات ولم يلتفت اليهم أحد.
وأكَّد كرار ان "عمليات الترميم تلك استمرت لما يقرب من 10 سنوات، وكلَّفت الدولة ما يقرب من 12 مليون جنيه لتظهر، وتم افتتاح المقبرة في احتفالية عالمية حضرها ممثلو الدول العربية والغربية ومؤسسات اليونسكو والأليسكو وغيرها لتظهر مشاكل فيها بعد اقل من عام".
وأعلن كرار "اللافت أنه تم وتمهيد الممرات المؤدية إليها، والتي تم فيها تركيب أرضيات خشبية، وأخرى زجاجية من السيكوريت ليتمكن الزوار من مشاهدة أرضيتها الأصلية، ووضع دعامات حديدية وأرضيات خشبية، وكل ذلك ظهر فيه أخطاء هندسية كبيرة، والسؤال هنا كيف تسلمت الوزارة المقبرة وفيها هذه العيوب؟".
من جانبه، أكد رئيس قطاع الآثار المصرية عليّ الأصفر أنه لم ترده أي أنباء عن وجود مشكلات في السيرابيوم، وقال "ما حدش قالي حاجة. سأستفسر عن الامر من رئيس منطقة آثار سقارة"، موضحًا أن "وجود ترسبات ملحية على المقبرة أمر طبيعي".
لأن المقبرة من الحجر الجيري ومع وجود رطوبة وحرارة ومع تنفس الزوار تحدث ترسبات على الحوائط، أما في ما يخص التشققات فأعلن الأصفر "قمنا بعمل واقٍ حديدي حول المقبرة، وأدخال عناصر حديثة اعترض عليها ممثلو اليونسكو ولكن الهدف من ذلك كان حماية المقبرة من أي تشققات تحصل في المقبرة أو تمدد، حيث يستقبل الجدار الحديدي ذلك ويحميها من الانهيار".