اكتشافات جديدة في ليشايون التاريخية

كشفت دراسة حديثة أجريت على المدينة المغمورة جزئيا ليشايون، عن وجود غرف محفوظة جيدا تحت المياه، فضلا عن أدلة تشير إلى أن مدخل القناة كان أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا، كما وجد فريق البحث خلدا أصغر، وهما منطقتان من قيسونات خشبية، أو دوائر الماء التي تكسر الأمواج، ومدخل القناة الذي يؤدي إلى ثلاثة أحواض في المرفأ الداخلي لـ ليشايون،
 
هذه الاكتشافات تساعد الباحثين على فهم البنية التحتية وتخطيط منفذ المدينة القديمة، التي تعد واحدة من مدن كورنثوس القديمة الصاخبة، والتي ازدهرت بها التجارة البحرية لآلاف السنين، ودمرت في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع نتيجة زلزال ضخم.

وكانت أنقاض الميناء يمسها حتى وقت قريب مرفأ مشروع ليشايون (LHP)، وهو التعاون بين Ephorate للآثار تحت الماء في اليونان، وجامعة كوبنهاغن، والمعهد الدنماركي في أثينا.
 
ويقول عالم الآثار بيورن ليفون من جامعة كوبنهاغن والمدير المشارك في LHP: "وفقا للمصادر القديمة، معظم ثروة المدينة المستمدة من التجارة البحرية التي مرت باثنين من الموانئ، منحها لقب كورنثوس الثرية".
 
وتقع كورنثوس تقع على بعد نحو 4 كيلومترات من البحر في اليونان، استغلت موقعها من خلال بناء مدينتين على الميناء، في ليشايون الميناء الرئيسي على خليج كورنثية إلى الغرب، و كينشراي على خليج سارونيك إلى الشرق، وقد كانت مدينة ميزة جغرافية واستثنائية في الزاوية الشمالية الشرقية من بيلوبونيز، واستخدم الباحثون تقنيات مثل حدودي التعريف ثلاثية الأبعاد لدراسة المدينة وإجراء التحليل الجيوفيزيائي في المنطقة، وحتى الآن، كشف الفريق اثنين من جزيئات ضخمة شيدت من كتل حجر مربع للبناء.
 
 
وركز الحفر هذا العام على مجالين، كونهما أول الفترة البيزنطية المبكرة التي شيدت من ستة قيسونات خشبية محفوظة جيدا، وتمتد لـ57 مترا في الطول، ويقول ليفون: "لقد وجدنا العديد من الهياكل المعمارية الضخمة، التي بنيت بنفقة كبيرة، وتبين أن ليشايون تم تطويرها باعتبارها الميناء الكبير لتتناسب مع أهميتها جغرافيا في كورنثوس".
 
وما فاجأ الباحثين أكثر هو اكتشاف قيسونات خشبية محفوظة جيدا، والتي كانت بمثابة مراكب لأداء مهمة واحدة، وقد بنيت هذه لغرض صريح هو أن تغرق مع حمولتها، والتي تم تصميمها لتشكل أساسا متينا لكبح قوة البحر على طول الساحل، وقد استخدم هذا النوع من الإبداع أيضا الرومان القدماء في قيصرية ماريتيما في فلسطين في القرن الأول قبل الميلاد، لكن هذه أول مرة يكتشف فيها شيء من هذا القبيل في اليونان، ويعتقد معظم العلماء أن الموانئ في البحر الأبيض المتوسط ​​بنيت خلال الفترة اليونانية والرومانية، ثم تم اصلاحها وصيانتها خلال الفترة البيزنطية.