القاهرة - مصر اليوم
كشف مساعد رئيس الوزراء المصري، والقائم بأعمال رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن مشاركة مصر في سلاسل القيمة العالمية تتجه نحو التزايد، منوهاً إلى أنها تأتي ضمن فئة الدول ذات الإسهام المتوسط فيها من خلال السلع الأولية.
وأوضح أسامة الجوهري، في بيان، أنه قدرت مشاركة مصر في سلاسل القيمة العالمية بنحو 11 مليون دولار خلال عام 2018، مؤكداً أن الحكومة تعمل على تعزيز المشاركة في مراحل أكثر تقدماً من عملية الإنتاج والتصنيع.
وتعرف سلاسل القيمة العالمية "على أنها كل الأنشطة المقدمة للمستهلك النهائي، سواء التصميم أو الإنتاج، أو التسويق، أو التوزيع أو الدعم، التي يتم تقسيمها بين شركات وعمال في دول مختلفة، للوصول بالمنتج من كونه فكرة أو تصوراً إلى شكله النهائي وما بعد ذلك".
وأضاف "الجوهري" أن الاقتصاد العالمي شهد خلال العقدين الأخيرين اتجاهاً متزايداً نحو تجزئة الإنتاج عبر مراحل عديدة عالمياً، بحيث تتشارك العديد من الدول والشركات في توليد المنتج النهائي عن طريق سلاسل القيمة العالمية، لتصير عملية الانتاج تكاملية، تتم عبر الحدود.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، استعرض خلاله العدد الثاني من تقرير "توجهات مستقبلية" الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، بعنوان "سلاسل القيمة العالمية : مصر والتحولات في آفاق التجارة العالمية".
وذلك بهدف الوقوف على التوجهات المستقبلية في مجال التجارة وسلاسل القيمة العالمية، وموقف مصر من الاستعداد للتطورات الحالية والمستقبلية بما يعزز الجهود الحكومية المبذولة في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن مشاركة الدول في سلاسل القيمة العالمية تعتمد على عوامل عديدة، منها الجغرافيا وحجم السوق، وسياسات التجارة والاستثمار، وجودة الخدمات اللوجستية، والجمارك، وحماية الملكية الفكرية والبنية التحتية، والمؤسسات، وبالتالي فهي تعتمد على مزايا اقتصادية وديموغرافية، وطبيعية للدولة، كما تعتمد على جودة السياسات العامة.
وأكد أن سلاسل القيمة تساهم في تعزيز فرص الاستثمار، وتحسين نمو وتنافسية الاقتصادات النامية وخفض الفقر، إلى جانب تحسين الإنتاج والبنية التحتية، وخفض تكلفة الإنتاج وإزالة الحواجز الجمركية، والتحول من استراتيجيات التنمية القائمة على إحلال الواردات إلى تلك الموجهة للتصدير.
وتابع "كما تسهم المشاركة في سلاسل القيمة العالمية في رفع مستويات الكفاءة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واندماج تلك المؤسسات في سلاسل القيمة العالمية يعد وسيلة للتعلم والارتقاء وتعظيم المكاسب، والنفاذ إلى أسواق جديدة وتحقيق معايير الجودة العالمية".
وبين أسامة الجوهري، أن سلاسل القيمة العالمية تشكل حالياً 50 بالمائة من حجم التجارة العالمية وفق تقديرات البنك الدولي، وتأتي المشاركة الأكبر من الدول التي لديها أنشطة ابتكارية وإنتاج سلع وخدمات متقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي.
وقال "إن سلاسل القيمة العالمية تعتبر مستقبل التجارة العالمية، ففي الوقت الراهن أكثر من ثلثي حركة التجارة العالمية يتم عبر تلك السلاسل، بما يحتم على الدول ضرورة تعزيز مشاركتها بها وتحسين طبيعة تلك المشاركة من أجل الحصول على فرص أفضل".
ولفت إلى أن سلاسل القيمة ستؤثر على مستقبل التجارة من خلال توفير فرص جديدة لنمو الدول والشركات وإيجاد فرص أفضل للاستثمار والتكامل الإقليمي والعالمي، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصادات، كما أن الثورة الصناعية الرابعة وما استحدثته من مناخ تكنولوجي متطور قد يسهم في تعزيز فرص الاقتصادات النامية في المشاركة في سلاسل القيمة.
قد يهمك أيضا :
الحكومة المصرية تنتهي من مبادرة لتشجيع المنتج المحلي وتوفير السلع بأسعار رخيصة
المغرب ضمن أرخص الدول للعيش على الصعيد العالمي وسويسرا الأغلى