بكين ـ مصر اليوم
اُستقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، بحفاوة في الكرملين لدى وصوله إلى روسيا ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«أعز أصدقائه» قبل أن يزور برفقته حديقة الحيوانات في موسكو حيث تفقد دبّي بندا أعارتهما الصين لروسيا. وفيما تحتفل موسكو وبكين بمرور سبعين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما، كانت هذه أول مشاركة لشي في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ على رأس وفد من ألف شخص، بعدما عقد الرئيسان الصيني والروسي في الآونة الماضية عدة لقاءات آخرها في نهاية أبريل (نيسان).
ودعا الرئيس بوتين الجمعة إلى «إعادة النظر بدور الدولار» في النظام المالي العالمي، معتبرا أن العملة الأميركية أصبحت «أداة ضغط» تستخدمها واشنطن وتشهد حاليا تراجعا في «الثقة». وقال بوتين: «من الواضح أن هذه التغيرات العميقة (في النظام المالي) تتطلب تكييف المؤسسات المالية الدولية وإعادة النظر في دور الدولار، الذي تحول (...) أداة ضغط بيد الدولة التي تصدره على باقي العالم». واعتبر أن ذلك بمثابة «خطأ فادح»، «الثقة (بالدولار) تتراجع فحسب». وكثيرا ما ندد بوتين، الذي تتعرض بلاده لسلسلة من العقوبات الأميركية، بالنظام المالي العالمي الذي أقامته واشنطن في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي خطابه أمام المنتدى اتهم بوتين واشنطن بالسعي إلى «بسط نفوذها على العالم بأسره».
وأضاف: «لكن هذا النموذج لا يناقض فحسب منطق الاتصالات الدولية الطبيعية، فالمسألة الرئيسية هي أنه لا يخدم مصالح المستقبل». وقال بوتين إن جميع دول العالم ستواجه مشكلات كبيرة إذا استمرت الحروب التجارية. ولدى سؤاله في المنتدى عن الخلاف التجاري المرير بين الصين والولايات المتحدة، قال بوتين إن روسيا تدعم العلاقات الاقتصادية الديمقراطية.
وندد «بمحاولات إخراج هواوي من الأسواق العالمية بشكل غير رسمي» في حضور نظيره الصيني شي جينبينغ. وقال بوتين «يتم وصف هذا الأمر في بعض الأوساط ببدء أول حرب تكنولوجية في الحقبة الرقمية». وفي روسيا فازت هواوي باتفاق لتطوير شبكة الجيل الخامس إثر اتفاق وقع الأربعاء مع أكبر شركة روسية للهواتف النقالة «إم تي إس». وتابع بوتين أن «محاولات احتكار الموجة التكنولوجية الجديدة والحد من الوصول إلى نجاحاتها تؤدي إلى مشكلة تفاوت عالمي على مستوى جديد بالكامل» ورأى في ذلك «مصدرا كبيرا لعدم الاستقرار العالمي».
وأكد الرئيس الصيني أن بلاده مستعدة لمشاركة خبرتها، بما فيها تلك المتعلقة بتكنولوجيا شبكات الإنترنت من الجيل الخامس (5جي)، مع الدول الشريكة معها. وقال شي في كلمته أمام المنتدى إن «الصين مستعدة لمشاركة الاختراعات التكنولوجيا مع كافة الشركاء، وخصوصاً تكنولوجيا 5جي». وتأتي تصريحاته في وقت تسعى بكين لتولي دور قيادي عالمي على مستوى شبكات الاتصالات اللاسلكية في ظل منافسة شرسة مع الولايات المتحدة. وأدرجت واشنطن مجموعة هواوي العملاقة، التي تعد من أبرز مصادر معدات شبكات الجيل الخامس في عدة الدول، على قائمتها السوداء. وقال شي، متحدثاً إلى جانب الرئيس الروسي إن الصين تسعى لإقامة «تعاون مفيد (للطرفين) مبني على المساواة والاحترام المتبادل».
نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن بريطانيا مسؤولة عن تضرر العلاقات مع روسيا، وذكرت أنه رفض دعوتها لموسكو بتغيير سلوكها على الساحة الدولية. وكانت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد قالت الخميس إن العلاقات بين بريطانيا وروسيا لا يمكن أن تتحسن إلا إذا غيرت موسكو سلوكها. ونقلت وكالة إنترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: «لا، لن نغير من سلوكنا لأن كل ما تريده روسيا هو علاقات تأتي بالنفع على الطرفين وتضع في الحسبان مصالح بعضنا البعض».
وأكد الكرملين الجمعة أن روسيا «لن تغيّر سلوكها» بناء على طلب بريطانيا، لتحسين علاقاتها التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال في إنجلترا. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: «لن نغيّر سلوكنا لأن الأمر الوحيد الذي تريده روسيا هو علاقات مفيدة مبنية على المصالح المشتركة». وأضاف: «ليس هناك ما يستحقّ الشجب في خط السلوك هذا. لكن أولئك الذين يتصرّفون بشكل مختلف يلحقون الضرر بالعلاقات الثنائية، ونحن نرى التداعيات».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الخميس إلى «طي الصفحة المتعلقة بالجواسيس» في العلاقات مع لندن التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في إنجلترا. وردّ متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالقول إن «سلوك روسيا العدائي والمزعزع للاستقرار يقوض مساعيها لتصبح شريكا دوليا مسؤولا»، داعياً موسكو إلى «تغيير سلوكها».
وسيرغي سكريبال ضابط سابق في الاستخبارات الروسية، دين بالتجسس لصالح بريطانيا قبل أن يصبح جزءاً من عملية تبادل عملاء مزدوجين. وعُثر عليه وعلى ابنته يوليا في الرابع من مارس (آذار) 2018 في سالزبوري في جنوب بريطانيا، بلا حراك على مقعد في مكان عام. واتهمت السلطات البريطانية الاستخبارات الروسية بمحاولة تسميمه عبر استخدام غاز أعصاب. إلا أنّ موسكو تنفي من جهتها أي مسؤولية في القضية التي أثارت أزمة دبلوماسية عميقة بين البلدين وتسببت بأكبر موجة طرد متبادل لدبلوماسيين في التاريخ الحديث.
قبل قضية سكريبال، كانت العلاقات بين لندن وموسكو متوترة بسبب وفاة العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو مسموماً بالبولونيوم في العام 2006 في بريطانيا. وحمّلت السلطات البريطانية روسيا المسؤولية في هذه القضية. وللبلدين مواقف متعارضة في مسائل دولية عدّة، بينها الصراع السوري والأزمة الأوكرانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ