عبد الله المليحي عضو مجلس الغرف السعودية

توقع مراقبون واقتصاديون أن تقدم القمة السعودية الأفريقية المرتقبة، رؤية لمستقبل العلاقات بين العرب والأفارقة وإمكانات تطويرها، منوهين بأن الاهتمام السعودي بقارة أفريقيا ينمّ عن فهم عميق لقيمة هذه العلاقة، وتعزيزها اقتصاديا وتجاريا وسياسيا، خاصة في ظل ما يمتلكه الطرفان من إمكانات هائلة، تسفر الشراكة والتعاون فيها عن فتح آفاق كبرى من النتائج على كافة الأصعدة.

وقال عبد الله المليحي، عضو مجلس الغرف السعودية، لـ"الشرق الأوسط": "هناك اهتمام سعودي كبير بالدول الأفريقية، وهذا ما يفسّر دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى عقد قمة سعودية أفريقية نهاية العام الحالي أو العام المقبل في الرياض، ما سيعزز هذا الرباط والتعاون الإقليمي، وسينعكس إيجابا، ليس فقط على العلاقات السعودية الأفريقية، وإنما أيضا هو مفيد للعلاقات الأفريقية العربية.

ولفت المليحي إلى أن القمة الأميركية العربية الإسلامية التي شارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، شهدت مشاركة كبيرة من قادة ورؤساء عدد كبير من الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن ذلك يدلل على قدرة المملكة في خلق شكل مفيد من التعاون على كافة الأوجه مع القارة السمراء، سيثمر عن فوائد ومصالح مشتركة، اقتصادية وسياسية وأمنية. وشدد على ضرورة تنشيط أعمال مجالس الأعمال المشتركة بين الرياض وبين دول القارة الأفريقية، منوها بأن هناك عددا كبيرا من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية عقدت خلال الفترة الماضية بين المملكة وبين عدد من تلك الدول، تصبّ في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، خاصة أن أفريقيا ما زالت تتمتع بالأراضي الخصبة الواسعة، والتي يمكن أن توفر بيئة استثمارية مهمة للإنتاج الزراعي والغذائي والحيواني.

من جهته، قال الباحث الاقتصادي جبريل الزين، الذي يعمل لمؤسسة متعددة الأطراف، لـ"الشرق الأوسط": إن هناك أهمية كبيرة لخلق شراكة بين السعودية والدول الأفريقية، وفي تحالفهما حصانة للعمل المشترك والتعاون الاقتصادي والسياسي والأمني، على المستوى الثنائي والمستويين العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن الدول الأفريقية ترى في الرياض شريكا موثوقا به لعدة اعتبارات. ويعتقد الزين أن الرياض بجانب أنها تمثل قبلة للمسلمين، وتمثل القارة السمراء موطنا لعدد كبير منهم، فلها أيضا دور محوري في صنع الأحداث المهمة والملحة، ومن بينها استقرار أسواق الطاقة والاقتصاد الإقليمي والدولي، كونها عضوا مهما في مجموعة أقوى عشرين اقتصاد عالمي. مشيرا إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد قمة سعودية أفريقية، تنمّ عن قدرتها على تحمل المسؤولية تجاه أفريقيا والتعاون معها. ويرى الزين أن خلق شراكة سعودية أفريقية، مفيد ليس فقط على الصعيد التجاري والاقتصادي والاستثماري فقط؛ وإنما أيضا مهم لصنع السلام والأمن الدوليين، بشكل أو بآخر، فضلا عن استثمار هذه الشراكة في صنع تحالف قوي في مكافحة الفكر المتطرف ووقف تمويل الإرهاب.

من ناحيته، قال الباحث الاقتصادي وليد أحمد سعيد، لـ"الشرق الأوسط": إن "العالم في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لخلق شراكة حقيقية بين السعودية والدول الأفريقية، فضلا عن حاجة الطرفين لمثل هذه العلاقة، ولذلك فإنه في حالة استضافة الرياض لقمة سعودية - أفريقية، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين، ستكون نتيجتها خارطة طريق حقيقية، ستمكن الطرفين من جني ثمارها على كافة الصعد".

ولفت السعيد إلى أن هناك أهمية كبيرة لتعزيز التعاون بين طرفين مثل السعودية وأفريقيا، لتوفير فرصة لمزج وتوظيف الإمكانات السعودية الهائلة في استثمارات الطاقات الأفريقية الكامنة، فضلا عن الاهتمام بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتفعيل حجم العلاقات والتفاعلات ومؤسسات التعاون المشترك مع المجموعتين العربية والأفريقية، وبالتالي تقديم رؤية استشرافية لمستقبل العلاقات بين العرب والأفارقة، وبحث إمكانات تطويرها، من خلال التعاون السعودي الأفريقي.