طنجة - مصر اليوم
انضمت شركة "بي واي دي اوتو اندستري" الصينية إلى قائمة الشركات العالمية التي تُصنع سياراتها في مدينة طنجة المغربية، التي بات يطلق عليها اسم "سيليكون فالي شمال أفريقيا لإنتاج العربات" أو "طنجة هاي تيك"، نتيجة توافد عدد كبير من الشركات العالمية المنتجة أو المصنعة السيارات والطائرات وأجزاءها.
وأعلنت "بي واي دي" التي تتخذ من مدينة شينزهين مقراً، "تصنيع بطاريات وسيارات وحافلات كهربائية في المغرب، موجهة إلى الأسواق المحلية والقريبة في الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والشرق الأوسط"، وهو المصنع الثاني للعربات العاملة بالطاقة الحرارية بعد تلك الموجودة في اونتاريو في كندا التي سينطلق العمل فيها العام المقبل.
ووقع رئيس المجموعة وانغ تشوانفو التي يشارك في رأسمالها رجل الأعمال الأميركي وارن بافيت، بروتوكولاً استثمارياً في قصر الدار البيضاء مع وزير الصناعة والتجارة والاستثمار مولاي حفيظ العلمي ووزير المال والاقتصاد محمد بوسعيد في حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، لإنشاء شركة صينية في طنجة لصناعة السيارات الكهربائية على مساحة 50 هكتاراً تؤمنها الحكومة المغربية. وسيعمل في المصنع في مرحلة أولى حوالى 2500 مهندس وتقني.
وأكدت مصادر أن المغرب سيصبح ضمن الدول الـ15 الأكثر تصنيعاً للسيارات في العالم قبل عام 2025، بينما يحتل حالياً المركز 30 عالمياً وينتج طرازات تابعة لمجموعة "رينو" في طنجة والدار البيضاء، وسينطلق العمل قريباً في مصنع ثان لإنتاج طرازات لـ "بيجو- ستروين" في القنيطرة شمال الرباط.
وتدرس "فورد" الأميركية إمكان نقل بعض مصانعها إلى شمال المغرب، كي تكون قريبة من الأسواق الأوروبية. كما انطلقت مفاوضات مشابهة مع "فولسفاغن" الألمانية. ويعمل المغرب على إنتاج مليون عربة سنوياً قبل عام 2021 مقارنة بـ450 ألفاً العام الماضي، من دون احتساب الشركات الصينية التي ستصنّع أيضاً حافلات للنقل العام، داخل المدن وقطارات سريعة تعمل على الكهرباء.
وأكدت مصادر أن "الرباط تشجع على برامج الطاقات غير الملوثة، وتتوافق مشاريع مجموعة "بي واي دي" الصينية مع خطط المغرب في خفض الانبعاث الحراري داخل المدن الكبيرة، واعتماد وسائل نقل حديثة صديقة للبيئة، إضافة إلى نقل الخبرة والتكنولوجيا في مجال صناعة السيارات التي يراهن عليها المغرب لتطوير اقتصاده ضمن الدول الصاعدة".
وأمل وانغ بأن "يوفر وجودنا في المغرب قاعدة انطلاق نحو الأسواق الأوروبية القريبة من طنجة وبوابة نحو أفريقيا في مجال تسويق السيارات الكهربائية"، لافتاً إلى أن "المستقبل سيكون لمصلحة العربات العاملة بالطاقة غير الأحفورية". ونقلت الشركة 3 آلاف سيارة أجرة في هونغ كونغ وعشرات الحافلات العاملة بالغاز المسيل إلى عربات كهربائية صديقة للبيئة. ويبدو هذا الرهان أحد أسباب خطط "بي واي دي" في المغرب، إذ "يمثل التحول نحو المحركات الكهربائية أولوية على المدى المتوسط في المغرب ومعظم دول المنطقة والاتحاد الأوروبي وأفريقيا، وهي أسواق تقدر قيمتها بنحو 151 بليون دولار بحلول عام 2025، وفق تشوانفو. ولفت إلى أن نجاح المجموعة استند إلى "الرغبة في مسايرة التغير المناخي وزيادة الطلب على المحركات التي تعتمد الطاقات البديلة".
ويُنتظر أن تكون الدار البيضاء أول المستفيدين من مصانع "بي واي دي" في "طنجة تيك"، إذ ستتزود المدينة التي يقطنها 5 ملايين نسمة بنحو 1200 حافلة تعمل بالكهرباء للنقل الحضري لمعالجة زحمة السير. كما ستحصل على 400 شاحنة كهربائية للبلديات ونقل النفايات. ويُدرس حالياً بناء مترو كهربائي معلق فوق الدار البيضاء للتخفيف من الازدحام على الطرقات وسط المدينة، أي نقل تجربة هونغ كونغ إلى المغرب، ومنها إلى عواصم عربية وأفريقية.
وأطلق المغرب أول من أمس برنامجاً استثمارياً جديداً في قطاع السيارات وأطرافها، يُقدر بـ14 بليون درهم (نحو 1.5 بليون دولار)، في إطار ما يُعرف بمنظومة الإقلاع الصناعي ذات القيمة المضافة العالمية. ورعى العاهل المغربي الملك محمد السادس في الدار البيضاء، الإعلان عن 26 مشروعاً استثمارياً في قطاع صناعة أجزاء السيارات، التي ستؤمّن 12 ألف فرصة عمل جديدة، ضمن تخصص المغرب في صناعة السيارات الخفيفة