واشنطن - مصر اليوم
انتهت الهدنة الضريبية بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بعد محاولات باءت بالفشل، وقرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض ضرائب جمركية حمائية على الألومنيوم 10 في المائة، وعلى الفولاذ 25 في المائة، ستطال شركاء استراتيجيين لأميركا، على رأسهم دول الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن الضغوط التي مارستها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على ترامب، لم تفلح في إقناعه بالعزوف عن فرض ضرائب على الواردات الأوروبية من فولاذ وألومنيوم.
ودخلت الضرائب حيّز التنفيذ بداية الشهر الحالي، ممهدة الطريق نحو إشعال جبهة ثانية من الحرب الضريبية مع أميركا بعدما قررت واشنطن إعلانها على الصين خلال الآونة الأخيرة.
ويقول يوناس هاك الخبير في الشؤون الضريبية الدولية، إن نشوب الحرب الضريبية بين أميركا والاتحاد الأوروبي ستكون له تداعيات سلبية على المدى القصير، علما بأنّ الأسواق المالية استعدت لهذا الحدث منذ مطلع الربيع الماضي.
ويردف هاك: "ستطال هذه التداعيات أسواق الأسهم المالية قبل السندات الحكومية والخاصة، وفي ما يتعلق بأسواق الأسهم المالية التي خرجت بنتائج إيجابية في أواخر شهر أبريل/ نيسان الماضي بدعم من مؤشرات دولية، فإنها تمكنت من تعويض خسائرها منذ مطلع هذا العام، وسيكون للمستثمرين ثقل بارز في تقرير مسارها في الشهور المقبلة، فالحروب الضريبية كانت ولا تزال عائقا في وجه هؤلاء من حيث إنها قادرة على تقييد تحركاتهم باستمرار"، وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
من جانبه، يقول يواخيم فلس الخبير المالي في فرانكفورت، إن أوضاع بورصتي فرانكفورت وطوكيو في شهر مايو/ أيار الماضي سارت عكس التيار، فبدلا من تحقيق خسائر طالت عدة أسواق مالية في العالم، ومن ضمنها أسواق المال السويسرية، نجحتا في تحقيق أرباح أضافت 5 في المائة إلى قيمتهما السوقية، ويعود الفضل في ذلك إلى أوضاع اليورو والين الياباني الضعيفة في أسواق الصرف الدولية.
وأضاف أن التداعيات السلبية الناتجة عن خطر اندلاع حروب ضريبية دولية تصدّت لها مستجدات مهمة طرأت على أسوق الصرف كانت بمثابة الدرع الذي دافع عن البورصتين الألمانية واليابانية اللتين تحتويان على أسهم عدد هائل من الشركات المحلية المصدرة، ويتمثل هذا الدرع الدفاعي في تراجع قيمة اليورو والين الياباني أمام الدولار، قائلا: "بما أن الحوار مع الرئيس ترامب سيكون غير مثّمر في الملف الجمركي الضريبي، فإنه على ثقة من أن المصرف المركزي الأوروبي ونظيره الياباني لن يحركا ساكنا لمواجهة الدولار القوي، الذي سيعزز الصادرات الأوروبية رغم كل شيء. وكلما بقيت قيمة الأخير قوية في أسواق الصرف الدولية بقيت أوروبا واليابان معا بمنأى عن تداعيات كارثية على أسواقها قد تحدث نتيجة زيادة الضرائب الأميركية على وارداتها".