القاهرة - سهام أبوزينة
كشف جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر، الثلاثاء الماضي، إن الاتفاق المبدئي بشأن استحواذ شركة أوبر العالمية لتطبيقات النقل الذكي على شركة كريم العالمية، يتضمن شرطًا بعدم تنفيذ الصفقة في مصر إلا بعد الحصول على موافقة الجهاز.
وأضاف جهاز حماية المنافسة في بيان، أنه تلقى الإعلام الرسمي من جانب الشركتين بإبرام عقد شراء آجل، موضحًا أن الجهاز سيقوم باتخاذ قراره عقب ورود الإخطار الرسمي من الأطراف المعنية مستوفٍ كافة شروطه القانونية الواردة في أحكام قانون حماية المنافسة، وأن الفحص الفني من قِبَل الجهاز سوف ينتهي، إما إلى الموافقة على إتمام العملية، وإما إلى الموافقة مع وضع تدابير ملزمة للأطراف للحد من الأضرار الناتجة عنه، أو إلى رفض العملية إذا ما تبين أن هناك أضرار قد تصيب السوق المصرية لا يمكن تداركها.
وتابع، إن الجهاز أدرك خطورة الأمر منذ أكتوبر الماضي، وما قد يترتب عليه من تقييد المنافسة في الأسواق المعنية، كسوق نقل الركاب عن طريق التطبيقات الإلكترونية، لذا أصدار قرارًا باتخاذ مجموعة من التدابير قِبَل الشركتين لتدارك آثار العملية المزمع إجراؤها في هذا الشأن.
وواصل، منذ ذلك التاريخ، فإن الجهاز يعكف على متابعة تطورات تلك المسألة من خلال فريق عمل يُطبِّق أعلى المعايير العالمية في التحليل الاقتصادي والقانوني لتجنب أية أضرار بالمنافسة داخل السوق المصري، داعيًا كل المعنيين والشركات الصغيرة والمتوسطة التي استثمرت حديثًا في هذا السوق الواعد بالتوجه لمقره لإبداء آرائهم فيما إذا كان من شأن هذا الاتفاق أن يحد من فرص المنافسة والاستثمار في هذا القطاع.
وتعليقًا على ذلك، قال أحمد عبدالوهاب، الباحث الاقتصادي بالمركز المصري لدراسات السياسيات العامة، إن السماح لشركتي النقل التشاركي " أوبر" و " كريم" بالاستحواذ والاندماج، يعني استئثار شركة واحدة علي السوق والتحكم في عملية تسعير الخدمة المقدمة للجمهور بدون تدخل حكومي.
وأضاف "عبد الوهاب"، إن تدخل جهاز حماية المنافسة، لعدم إتمام تلك الصفقة هو أمر منطقي وطبيعي، خصوصا وأن عملية إكمالها سيؤثر علي المستهلكين بصورة كبيرة، وعدم وجود فرصة للمنافسة مع شركات أخرى خصوصًا وأن الشركتين هما من تقدمان خدمات النقل للجمهور دون غيرهما ووجودهما يعني وجود منافسة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تدافع عن حقها في تنظيم السوق بدون التدخل أو التحكم فيه.
وتتخذ "كريم"، من دبي مقرًا لها، وتم تأسيسها في عام 2012، وأصبحت منذ ذلك الوقت الرائدة في مجال المواصلات المشتركة، بعدد مستخدمين وصل إلى 30 مليون مستخدم في 90 مدينة بالشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وباكستان.
وأعلنت شركة أوبر العالمية، رسميًا، الثلاثاء، استحواذها على منافستها الأولى في الشرق الأوسط، شركة "كريم"، في صفقة بلغت قيمتها 3.1 مليار دولار.
وتعتبر هذه الصفقة الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط في مجال التقنية، والثانية بعد استحواذ أمازون على سوق دوت كوم عام 2017، ومن المتوقع أن تتم الصفقة كاملة بين الشركتين في الربع الأول من عام 2020.
قــــــــــــد يهمــــــــــك ايضـــــــــــــا
أشياء "لن تتخيلها" في قائمة أغرب المفقودات داخل سيارات "أوبر"
"أوبر" تقترب من الاستحواذ رسميًا على "كريم" كثاني أكبر صفقة في دبي