اضطر العديد من المصريين العاملين في بعض الدول الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية، والكويت خلال الفترة الأخيرة، إلى العودة إلى أرض الوطن مرة أخرى، بعد الاستغناء عنهم في ظل حملة أطلقتها الدولتين لتوطين الوظائف، وكانت المملكة قد اتخذت مجموعة من القرارات الاقتصادية في مطلع يناير الماضي، تقضي بقصر العمل في 12 مهنة على السعوديين والسعوديات فقط، ما دفع بعض أصحاب الأعمال والشركات إلى الاستغناء عن العمالة الوافدة، وذلك تنفيذًا لخطة الإصلاح السعودية تحت مسمى "رؤية 2030"، والتي تستهدف تخليص الاقتصاد من الاعتماد على النفط، وزيادة مواردها عن طريق رفع الدعم عن مجالات كثيرة في المملكة مثل تحرير أسعار الطاقة، إلى جانب تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وفرض رسوم على المقيمين فيها.

مئات المصريين تعرضوا لخسائر فادحة بعدما اضطروا لعرض ممتلكاتهم على الإنترنت "أون لاين"، بأثمان زهيدة لاتساوي قيمتها الحقيقية، نظرًا لرغبتهم في سرعة النزول، بعدما أنهى أصحاب الأعمال التي يعملون بها عقودهم، وباتت عودتهم مع أسرهم إلى مصر أمرًا مفروضًا لايمكن تأجيله.

ويقول متخصصون في إلحاق العمالة بالخارج، إن الفترة المقبلة ستشهد تزايدًا ملحوظًا في عودة المصريين من السعودية جراء القرارات الأخيرة، حيث توقع نائب رئيس شعبة إلحاق العمالة بالخارج بالغرفة التجارية، عبدالرحمن المرسي، أن تنخفض أعداد العمالة المصرية في السعودية إلى مليون و700 ألف عامل خلال 2018 مقابل مليونين و200 ألف خلال 2017 و3 ملايين في 2016.

وأكد المرسي، أن الطلب على العمالة المصرية في السعودية تراجع بنسبة 70% بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب السعودية في اليمن والاستعانة بالعمالة الوطنية، أما محمد خالد، الشاب الأربعيني، والذي اضطر للعودة إلى مصر بعد فترة عمل استمرت أكثر من عشرة أعوام في السعودية، قال "موت وخراب ديار"، وأكمل "بعت ممتلكاتي كلها من أثاث وسيارة بنحو ربع الثمن، بعدما الكفيل أخبرني أن فترة عملي انتهت، وإن فاضلي أسبوعين وأرجع مصر، فرفعت إعلان على أحد المواقع الإلكترونية بـأعلن فيه عن بيع ممتلكاتي، لكن جميع الأسعار كانت صادمة، واضطريت أبيع حاجتي بربع الثمن تقريبًا قبل يومين من السفر".

أما علاء عبدالله، فيعمل مندوب مبيعات في الكويت، فيروي رحلة خسائره " مش كفاية إني هارجع مصر وأسيب شغلي، والله أعلم هاشتغل إيه، لكن اللي زاد عليا أني بعت كل ممتلكاتي في الكويت أون لاين، بأقل من سعرها بكتير جدًا، لأن الوقت كان ضيق، وأول زبون جه بعتله على طول من غير تفكير".

وبنرة حزينة تحدث أحمد بدر، العائد من السعودية، منذ أيام لـ"مصر اليوم" قائلًا "عشت أنا وأسرتي 15 عامًا في المملكة، وكنت فاكر أني لسة مكمل مش راجع دلوقتي، لكن فوجئت بقرار رجوعي لمصر، وكان عندي فرصة شهر أصفي فيه شغلي وأبيع ممتلكاتي، وبالفعل ومن خلال إعلان أون لاين، بعت كل الأثاث لمهندس سعودي بنص تمنه الحقيقي علشان ضيق الوقت".