معامل التكرير المصرية

تدخل صناعة البتروكيماويات في العديد من الصناعات المهمة والأساسية، وهي تُعد من أهم القطاعات الصناعية التي يعول عليها الكثيرين، وهو الأمر الذي تطرقت إليه شركة "بترول أبوظبي" الوطنية (أدنوك)، حيث كشفت عن 13 مشروعًا قيد التطوير والتشغيل في مجمع "الرويس" للصناعات البتروكيماوية.

وطالب أستاذ هندسة البترول والطاقة في الجامعة الأميركية، الدكتور جمال القليوبي، وزارة البترول وضع خطة خلال الفترة الحالية لتطوير معامل التكرير المصرية سواء من خلال تحديث المعامل القائمة أو إضافة وحدات إنتاجية جديدة لتعظيم إنتاجية المقطرات الوسطى ذات القيمة الاقتصادية العالية وترشيد استيرادها من الخارج لتخفيف العبء على ميزان المدفوعات وللمساهمة الإيجابية في تلبية احتياجات السوق المحلي للقطاعات الاقتصادية المختلفة وخطط التنمية الاقتصادية.

وأضاف "القليوبي"، أن المكانة المتميزة لمصر وموقعها الاستراتيجي يجعل من السهل تكرار تجربة الغاز والبترول في القطاعات المختلفة، لتتحول "مصر" إلى مركز للتجارة العالمية بين قارات العالم الثلاث الرئيسية أفريقيا وآسيا وأوروبا، وهذا هو الهدف الذي تسعى الحكومة إليه بكل قوة خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن "مصر" تمتلك مقومات المركز الإقليمي للطاقة بداية من الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوسط الدول الغنية بمصادر الطاقة، وأيضًا الدول الأكثر استهلاكًا للطاقة في أوروبا، بالإضافة لامتلاكها أهم ممر ملاحي عالمي، ووجود 8 معامل تكرير بسعة تعميمية تبلغ نحو 38 مليون طن سنويًا، و 15 مليون طن سعة تخزينية للزيت الخام، والمنتجات البترولية.

وقال الخبير البترولي، المهندس مدحت يوسف، إن قطاع البترول يُعول على صناعة "التكرير"، لمساهمتها في تأمين إمدادات الوقود ومواكبة الطلب المحلي المتزايد على المنتجات البترولية، وتقليص الكميات التي يتم استيرادها من المنتجات البترولية الرئيسية كالبنزين والسولار والبوتاجاز، الأمر الذي يخفف الضغط على العملة الصعبة، بالإضافة إلى أن تطوير المعامل أحد أهم محاور برنامج تحويل مصر إلى مركز إقليمي محوري لتكرير الزيت الخام وتجارة وتداول المنتجات البترولية.

وأوضح الخبير البترولي، أن اكتشافات الغاز الأخيرة أعطت دفعة لمصر للدخول بقوة في مجال البتروكيماويات، مشيرًا إلى أن صناعة البتروكيماويات تعد من الصناعات التحويلية القائمة المستخلصة من الغاز الطبيعي بمعنى تحقيق قيمة إضافية من الغاز، كما أنها تدخل في العديد من الصناعات الأساسية المهمة وأبرزها الأسمدة والتي ستتوفر بكثرة خلال الفترة القادمة.

يذكر أن شركة "بترول أبوظبي" الوطنية (أدنوك)، كشفت عن 13 مشروعاً قيد التطوير والتشغيل في مجمع "الرويس" للصناعات البتروكيماوية وفقاً لأفضل المواصفات العالمية تستهدف تحويله إلى أكبر مجمع صناعي للبتروكيماويات في العالم.

وتتنوّع المشاريع بين مشاريع عملاقة لتكرير النفط ومعالجة الغاز وإنتاج البوليمرات والمشتقات والصناعات التحويلية، ويغطي مُجمّع الرويس الصناعي والذي يمثل مركزًا لعمليات التكرير والصناعات البتروكيماوية الرئيسية لشركة "أدنوك" مساحة 70 كيلومتراً مربعًا تقريبًا، ويعتبر واحداً من أحدث المُجمّعات من هذا النوع في العالم.

ويحظى مُجمّع الرويس الصناعي بموقع ممتاز مما يجعله وجهة جاذبة للاستثمارات الكبيرة ومشاريع التوسع والنمو، وبحكم موقعها في قلب الحركة التجارية بين الشرق والغرب وعلى الطرق المؤدية إلى أسواق أدنوك المستهدفة تتمتع منطقة الرويس بالعديد من المميزات، حيث توفر إمدادات مستمرة من المواد الأولية ذات الجودة العالية وبأسعار تنافسية، وتتمتع بمساحات مناسبة لإقامة مشاريع تطوير عالمية المستوى علاوة على موقع جغرافي مميز وخدمات لوجستية وبنية تحتية متطورة.

وتوقعت "أدنوك" الإعلان عن آخر مستجدات المجمع خلال الأشهر المقبلة، حيث تتواصل الإنجازات في المشاريع، مشيرةً إلى أن هذا المجمع شهد اهتمامًا عالميًا واسعًا، وأضافت أنه سيتم من خلال المُجمّع إنتاج مجموعة من المنتجات مثل مواد التعبئة والتغليف والطلاء الأرضيات والأسلاك والكابلات والمنتجات الكهربائية إضافة إلى قطع السيارات.