القاهرة - محمد عمار
اختلفت مظاهر الاحتفال بالعيد في مصر، فبعد أن كان المصريون يحتفلون بالعيد بإعداد كميات كبيرة من الكعك والبسكويت، بدأوا يشترونه جاهزًا، بسبب غلاء الأسعار. وقالت الحاجة سيدة: "كنا نعد كميات كبيرة من الكعك والبسكويت، أنا وأخوتي، ولكن مع زيادة أسعار السكر والدقيق والألبان والغاز أصبحنا نشتري كميات قليلة جاهزة، وقديمًا كان الاحتفال بالعيد يبدأ منذ الأسبوع الأخير من رمضان، من خلال إعداد الكعك، أما الآن فاحتياجات الأسر ترغمها على التخلي عن بعض السلع التكميلية".
وأوضح حاتم سمير أن أسعار الكعك هذا العام تتراوح بين "غالية" و"متوسطة"، فكل منطقة لها سعر. وقال: "قد نجد أن سعر الكعك في منطقة مثل الجيزة 40 جنيهًا للكيلوغرام والغُريّبة تكون بـ50 أو60 جنيهًا، وفي مناطق أخرى كمصر الجديدة نجد أن سعر الكعك يصل إلى 80 جنيهًا"، مشيرًا إلى أنه اشترى نصف كيلوغرام فقط من كل نوع للاحتفال مع أطفاله.
أما هناء حسن، فقالت: "مظاهر العيد اختلفت عن ذي قبل، بسبب هموم الناس، فالناس مضغوطة من امتحانات الثانوية العامة، وفي انتظار نتائج أبنائهم، وكل ذلك يؤثر على الحالة المادية للأسرة، خاصة بعد أن استنزفت الدروس الخصوصية ميزانية الأسر بشكل كبير". أما صابر حجاج، الذي يعمل خبازًا، فقال: "قديمًا كنت أعمل في المخبز أيامًا متتالية، بسبب الصاجات المحملة بالكعك والتي كانت تبلغ في أحيان كثيرة 1000 صاج، أما الآن فصارت الناس مشغولة، وكل أب لديه طفل يهتم بشراء ملابس العيد له قبل الكعك، حتى يفرح الطفل بين أقرانه".
وأشار الدكتور أحمد محمد، أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمع الآن يحاول التكيف مع كل الأوضاع، فالشكوى الكثيرة لن تصنع شيئًا، ولكن التكيف والاستغناء عن السلع المكملة هو المنهج الذي يسير عليه المجتمع المصري بشكل ناجح، وطبّق نظرية الاستغناء على أكمل وجه.