أثار قرار قطر بحظر دخول المنتجات التي منشؤها أربع دول عربية، بينها مصر، جدلًا واسعًا بشأن مدى التأثير على الصادرات، وذلك بعد مرور نحو عام على مقاطعة هذه الدول للدوحة لدعمها الإرهاب.

ويرى عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن السوق القطرية صغيرة، مقارنة بأسواق الدول العربية الأخرى المستوردة للسلع المصرية، مؤكدًا أن مصر لم تقم بتصدير أية منتجات زراعية إلى الدوحة منذ المقاطعة السياسية بين البلدين، واصفًا السوق القطرية بـ"الصغيرة"، موضحًا أن إن صادرات مصر من الحاصلات الزراعية تصل إلى 2.2 مليار دولار سنويا والسوق القطري لا يمثل سوى 5% فقط منها.

وبلغت صادرات مصر من الصناعات الغذائية إلى قطر بحسب بيانات المجلس التصديري للصناعات الغذائية 17.6 مليون دولار خلال 2017 من إجمالي 2.8 مليار دولار صادرات القطاع خلال العام، علمًا أن 4 دول عربية كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في يونيو/حزيران الماضي، واتهمتها بدعم الإرهاب، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن صادرات مصر إلى قطر ارتفعت إلى 223.7 مليون دولار خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول العام الماضي مقارنة بنحو 205.9 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2016، كما سجلت واردات مصر من قطر خلال أول 9 أشهر من العام الماضي نحو 1.12 مليار دولار مقارنة بنحو 1.09 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من 2016، وفقا لبيانات الإحصاء.

ويوضح الدكتور عصام سمير، أستاذ الاقتصاد بجامعة المستقبل، أن القرار القطري الأخير تأثيره لا يُذكر، فمصر ليس لديها أي تبادل تجاري رسمي مع قطر، وما يتم من عمليات تجارية من الممكن أن تسير عن طريق دولة ثالثة، أي أن مصر تصدر لدولة ما وهذه الدول تقوم بتصدير منتجات مصرية من خلالها إلى قطر، كما بيّن أنه وفقًا للتقارير الحكومية فإن متوسط حجم التبادل التجارى بين مصر و قطر خلال السنوات الخمس الماضية بلغ حوالي 318 مليون دولار سنويا بما لا يمثل أكثر من 0.4% من إجمالي متوسط حجم التجارة الخارجية المصرية والذي يصل إلى حوالي 88 مليار دولار، مشيرًا إلى أن قرار قطر له بعد سياسي في المقام الأول أكثر منه بعدا اقتصاديا.

وتضم قائمة الصادرات المصرية إلى قطر سلع هندسية وإلكترونية وحاصلات زراعية وصناعات غذائية ومواد بناء ومنتجات كيماوية وأسمدة وأثاث وملابس جاهزة ومفروشات وغزل ونسيج وصناعات يدوية وجلود وكتب، بينما تنحصر الواردات المصرية من قطر بشكل كبير في منتجات كيماوية ومواد البناء وأثاث وسلع هندسية.