المهندس طارق قابيل

أعلن وزير التجارة والصناعة، المهندس طارق قابيل، أنّ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن، العام الماضي، مهّدت الطريق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية المصرية الأميركية علاقات استراتيجية قائمة على تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات الضخمة للبلدين وتحقيق المصلحة المشتركة للاقتصادين المصري والأميركي على حد سواء  .

  وأعلن قابيل، أنّ السوق الأميركي يمثل وجهة تصديرية هامة لعدد كبير من السلع والمنتجات المصرية التي تتمتع بتنافسية وقبول لدي المستهلك الأميركي ، لافتاً إلى أن السوق المصري يعد البوابة الرئيسية لنفاذ الصادرات الأميركية لعدد كبير من دول قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وهو الأمر الذي ساهم في جذب مشروعات استثمارية أميركية ضخمة للعمل بالسوق المصري، وجاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذى عقده الوزير مع وفد غرفة التجارة الأميركية في إطار الإعداد لبعثة طرق الأبواب التي ستقوم بها الغرفة للولايات المتحدة الأميركية خلال شهر مارس المقبل والتي تستهدف تعزيز الاستفادة من السوق الأميركي الضخم في زيادة معدلات نفاذ الصادرات المصرية لهذا السوق خاصة في ظل اتفاقيات التجارة التفضيلية الموقعة بين الجانبين والتي تعزز من تنافسية المنتجات المصرية بالسوق الأميركي

  وأضاف قابيل أن العام الحالي شهد زيارات مكثفة رفيعة المستوى لعدد من المسؤولين بالإدارة الأميركية استهدفت تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأميركية في مختلف المجالات وكافة الأصعدة ، هذا فضلا عن استئناف المباحثات الخاصة باتفاقية التجارة والاستثمار المعروفة باسم " التيفا" والتي استضافتها القاهرة نهاية العام الماضي حيث تم بحث كافة الموضوعات المتعلقة بتعزيز وتوسيع حجم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين المصري والأميركي ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك توافق في الرؤى بين المسئولين في البلدين لإحداث نقلة نوعية في مستوى العلاقات الاقتصادية المشتركة خلال المرحلة القريبة المقبلة.

 وأشار قابيل، إلى أنّ العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة تعكس مستوى العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط القاهرة وواشنطن ، لافتا إلى إمكانية مضاعفة هذه العلاقات لمستويات غير مسبوقة خاصة في ظل حرص الحكومتين المصرية والأميركية على تعزيز التعاون الثنائي والجهود الحثيثة لمجتمعي الأعمال بالبلدين والهادفة لتوسيع أطر التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر والولايات المتحدة، موضحًا أن حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة بلغ العام الماضي 5 مليار و 618 مليون دولار محققاً زيادة قدرها 13% عن عام 2016 حيث بلغ 4 مليار و 974 مليون دولار ، لافتا إلى أهمية زيادة الصادرات المصرية للأسواق الأميركية لتعديل الميزان التجاري بين الجانبين والذي يميل لصالح الولايات المتحدة الأميركية .

 ولفت قابيل إلى أن أهم الصادرات المصرية للولايات المتحدة تتمثل في الملابس الجاهزة والمنسوجات والأسمدة والحديد والصلب والورق والخضر والفاكهة واللدائن كما تتضمن اهم بنود الواردات المصرية في الطائرات المدنية وأجزائها والفول الصويا والفحم الحجري والبيوتان، وتابع أنّ الاستثمارات الأميركية في مصر تبلغ حاليا 2.4 مليار دولار في عدد 1222 مشروعاً تعمل في قطاعات الصناعة والخدمات والإنشاءات والتمويل والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، لافتا إلى أنّ الاستثمارات الأميركية في مصر تمثل نحو 35.4% من الاستثمارات الأميركية المباشرة في القارة الأفريقية و 46.2% من الاستثمارات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط حيث تعتبر مصر اكبر مستقبل للاستثمارات الأميركية في قارة أفريقيا والثانية في الشرق الأوسط وتعد الولايات المتحدة من أكبر وأهم الدول المستثمرة في السوق المصري على مستوى العالم.

 وأفاد رئيس غرفة التجارة الأميركية المهندس طارق توفيق، بأن بعثة طرق الأبواب ستضم 35 شركة مصرية حيث من المقرر بدء رحلتها السنوية إلى الولايات المتحدة مطلع شهر مارس المقبل، ، وذلك لمدة 5 أيام في واشنطن، للترويج للاستثمار في مصر حيث سيتم عقد لقاءات مع عدد من الشركات الأميركية، بالإضافة إلى مؤسسات التمويل الأميركية، وأشار إلى أنّ البعثة السنوية رقم 40، ستجرى مجموعة من اللقاءات مع صنّاع القرار ومسؤولين في وزارات أميركية مختلفة، مثل التجارة والخارجية والدفاع، بالإضافة إلى أعضاء في الكونغرس والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية ومراكز الأبحاث وذلك لاستعراض سبل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة بين مصر والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة، كما أشار رئيس مجلس الأعمال المصري الأميركي عمر مهنا إلى أن البعثة تأتي في توقيت مهم للغاية حيث تشهد العلاقات المصرية الأميركية تطوراً ملحوظاً وهو ما عكسته الزيارات المتبادلة للمسؤولين في البلدين حيث قام 3 من كبار المسئولين الأميركيين بزيارة القاهرة خلال شهرين فقط ومنهم نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية وهو الأمر الذي يؤكد حرص الجانب الأميركي علي تعزيز علاقاته مع مصر خلال المرحلة الحالية.