الدارالبيضاء ـ أسماء عمري
وضع تقرير صادر عن معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام، الاثنين، المغرب والجزائر في قائمة الدول المستوردة للسلاح في القارة الأفريقية. حيث قفزت صادرات السلاح إلى أفريقيا في الأعوام الـ10 الأخيرة بنسبة 53%.
وذكر التقرير الذي نشر الاثنين في باريس، أنه خلال الأعوام
الـ5 الأخيرة، تسلمت 10 دول ما مجموعه 16 غواصة، بينها 8 صنعتها ألمانيا. وحتى نهاية 2013 كانت هناك طلبيات لشراء 50 غواصة أخرى.
ويرى المتتبعون أنّ المغرب والجزائر حرصا على نطاق واسع بالتزود بالأسلحة الأكثر حداثة، وبالتالي الأكثر تكلفة، حيث تضاعفت النفقات على الأسلحة بين البلدين من 1.03 مليار دولار سنويًا بين 1974 و1986 إلى 2.43 مليار دولار في 2013، بالنسبة للجزائر و 887.48 مليون دولار في الفترة ذاتها إلى 1.57 مليار دولار في 2013 بالنسبة للمغرب.
وكشف التقرير أنه إلى جانب المغرب والجزائر، فإن دولة السودان كذلك ارتفعت نسبة استيرادها للسلاح خلال تلك الفترة التي شملها البحث.
وخلال الأعوام الـ5 الأخيرة، لاحظ التقرير أنّ تدفق الأسلحة إلى أفريقيا وأميركا وآسيا، سجل زيادة في حين أن التصدير إلى أوروبا سجل تراجعًا. وأعلن أنّ مشتريات الهند وباكستان والسعوديّة من السلاح زادت بقوة في الأعوام الـ5 الأخيرة التي سجل فيها أيضًا سوق بيع السلاح نموًا كبيرًا ناهز 14%.
وأوضح أن واردات الهند من الأسلحة زادت بنسبة 111% في الأعوام الـ5 الأخيرة، مقارنة بما كانت عليه في الأعوام الخمس التي سبقتها، بحيث تضاعفت حصة المشتريات الهندية من إجمالي مشتريات السلاح في العالم من 7% إلى 14%. وبدورها زادت مشتريات باكستان من أنظمة التسلح الكبرى في الفترة ذاتها بنسبة 119%، وارتفعت حصتها من السوق العالمية من 2% إلى 5%.
إما في قائمة الدول المصدرة للسلاح في الفترة 2009-2013 فتتربع في صدارة القائمة الولايات المتحدة 29%، تلتها روسيا 27%، وبفارق بعيد عنهما تحل ألمانيا 7%، فالصين 6%، وفرنسا 5% وبريطانيا 4%.
وبالنسبة إلى المزودين خلال هذه الأعوام الـ5 الأخيرة، فإن روسيا تتصدر وبفارق شاسع قائمة مزودي الهند من السلاح بـ75%، في حين أنّ حصة الولايات المتحدة من المشتريات الهندية لم تتجاوز 7%. بالمقابل وزعت باكستان مشترياتها بنسبة 54% من الصين و27% من الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن روسيا باعت في الأعوام الـ5 الأخيرة، أنظمة تسلح كبرى إلى 52 دولة.
وبالنسبة إلى واردات دول الخليج العربية من الأسلحة، ارتفعت في الفترة 2008-2013 بنسبة 23%، مقارنة بما كانت عليه في الفترة 2004-2008، وتمثل هذه المشتريات 52% من إجمالي مشتريات دول الشرق الأوسط مجتمعة.
وبحسب ذات التقرير، فإن العديد من دول الخليج استثمرت أموالاً ضخمة في أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، وبرزت في هذا المجال خصوصًا "طلبيات ضخمة لطائرات مقاتلة" من كل من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين اختزلتا لوحدهما 45% من إجمالي ما استوردته دول الخليج من السلاح، وهي نسبة يتوقع أنّ تبقى على حالها في الأعوام المُقبلة.
وبعدما كان ترتيبها 18 عالميًا في قائمة مستوردي السلاح في الفترة 2004-2008، أصبحت السعودية في الأعوام الخمس الأخيرة في المرتبة الخامسة عالميًا.
ولفت التقرير إلى أنّ الصين نجحت في أنّ تفرض ذاتها دولة مصدرة للسلاح وبات ترتيبها بجانب ألمانيا وفرنسا في هذا المجال. ونجحت بكين خصوصًا في إقناع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بأن تشتري منها أنظمة دفاع جوي صينيّة.