لندن ـ ماريا طبراني
تعدّ الملابس ضرورة من ضروريات الحياة ومن الحاجات الأساسية للفرد، ارتبطت بالإنسان منذ بدء الخليقة وإلى الآن، فتطورت عبر الزمن من مجرد جلود الحيوانات وصوفها وفراءها وريشها إلى ملابس يتم تصميمها ويتففن في خياطتها، فتعددت أشكالها وألوانها، ولأن لكل فترة زمنية مقاييس خاصة للجمال والموضة، وبالطبع ينعكس ذلك على الأزياء والملابس وطريقة ارتدائها، فتطورت قطع الملابس حسب متطلبات كل عصر، ويظهر هذا الاختلاف بين الأجيال خاصة بين الأمهات وبناتهن.
وتقول رينا، 31 عامًا، وهي العضو المنتدب لمجموعة أوربات ريتريت، الشركة المخصصة للشعر والجمال" داهمت خزانة أمي كثيرا حين كنت أصغر سنا، وكنت أحيانا أخبرها بذلك وفي بعض الأحيان لا ، وأتذكر زوج من الأحذية من Miu Miu ponyskin، والتي اعتدت على إخراجه كثيرا، وأيضال البنتطال الجينز من Stella McCartney، كنت أسرقه كثيرا، ولم تعرف أمي بذلك، وربما عرفت ولكنها لم تتحدث بشأن ذلك"، وتضيف "نحن محظوظتنا لأن مقاستنا في الملابس متشابهة، حيث الأحذية وكذلك الجسم، أنا أحب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي والمجوهرات وهي لا تحب مثل هذه الأشياء، ورغم هذه الاختلافات نتفق على الكثير من الأشياء، مؤخرا اتفقنا على شراء حقيبة أنيقة من إيف سان لوران".
وتبلغ والدة رينا من العمر 56 عاما وتدعى روبي وهي خبيرة تجميل، وتشير رينا " أنا الآن في الثلاثينات من عمري ونعيش بعيدا عن بعضنا البعض، وبالتالي مشاركة خزائنا الخاصة تأخذ مزيدا من التخطيط، وعادة ما يحدث ذلك في المناسبات الخاصة أو عندما نكون في عطل، وفي الواقع الفستان الذي ارتديته في عيد ميلادي الثلاثين اشترته أمي من متجر آنا سوي في نيويورك عندما كان عمري 14 عاما! ولكنه الفستان الأجمل الذي يعود تصميمه إلى القرن التاسع عشر، وكان يمكنني استعارته دون تردد، كما أن لدى أمي أطيب قلب على الإطلاق"، موضحة " كنت أعرف دائما أن أمي أنيقة، وأتذكر حين كنت في الخامسة من عمري أعتدت مراقبتها وهي تستعد للخروج في عيد ميلادها الثلاثين، مرتدية فستانا أسود رائع والريش حول رقبتها، أتذكر أنني كنت غيورة جدا لدرجة أنني لم أتمكن من الخروج معها، كانت براقة، أعتقد أنا محظوظة لأنها أمي".
وتقول روبي " بدأت رينا في استعارة ملابي حين كانت في الـ14 أو 15 عاما، حيث لديها حس الأناقة، وكنا بنفس المقاسات تقريبا منذ ذلك الوقت، وحين كانت تستعير حذائي كنت أتسائل إذا ارتدته ماذا سأرتدي، ولكنها اتجهت إلى استخدام الكثير من المجوهرات وأنا لا أحب ذلك، هي ليست نسخة كربونية مني، ولكن من الجميل رؤية أنها اخذت بعض الأشياء مني".
وتروي جان وديزي دي فيلنوف، قصتهما في ارتداء الملابس، وجان تبلغ من العمر 73 عاما تعمل عارضة أزياء لأكثر من 50 عاما، وكان آخر عروضها في أسبوع الموضة في لندن في فبراير/ شباط الماضي، وابنتها ديزي، 42 عاما.
وتقول ديزي" بدأت استعارة ملابس أمي حين كان عمري 12 أو 13 عاما، وكنت على دراية كاملة بامتلاكها الكثير من الملابس، وكنت دائما اهتم بالأناقة، وعلمتني أمي أن أقدر الجمال، وكلانا يمتلك أسلوبا انتقائيا، كما اعتقد ونتحب الملابس الملونة، ولكن أمي أطول مني، لهذا لا تبدو الملابس بنفس الشكل علينا، احب استعارة الفساتين منها والكيمونو، وربما لا يزال هناك الكثير في خزانة ملابسها لم استعره".
وتوضح جان "حين كانت بناتي صغيرات لم يعرفن شيء عن حياة عرض الأزياء، فلا توجد صورا لي في المنزل، وكنت ارتدي الأشياء التي أحبها بغض النظر عما كانت عصرية في ذلك الوقت أو لا، فالموضة بالنسبة لي هي عالم فني، وأحب أن أبدو متميزة به"، وتضيف "ديزي تحب الألوان الفاتحة وأنا أحب الأقمشة المزخرفة، ولكن يمكننا مشاركة أذواقنا المختلفة، حيث تزوني بناتي في كينت ليستعيروا الملابس، وأنا سعيدة أنهم يفعلن ذلك".
وأطلقت ماري ديوت، 26 عاما ووالدتها كليو 56 عاما، العلامة التجارية ماسيونكليو، منذ عام، واكتسب المتجر الإلكتروني شهرة واسعة، حيث كافة المنتجات تصنعها كليو يدويا، أما ماري تصمم القطع، وتقول الابنة" إن أفضل درس تعلمته من والدتي وعدم شراء الأشياء التي يتم إنتاجها بكميات كبيرة، أو يمتلكها أي خص آخر، وبالتالي ذهبت إلى تصميم أشيائي الخاصة، واضبطه وفقا لقيساتي، والآن أعلم أنني محظوظة للغاية لأن لدي أم بهذه المهارات، وحين كانت في عمري كانت بنفس المقاسات لذلك استخدم كل ملابسها القديمة التي لا تناسبها، وكلانا نكره الأقمشة الاصطناعية، لذا نستخدم الأقمشة الطبيعية في منتجاتنا".
وتلفت كليو "في شبابي اعتدت على ارتداء التنورات القصيرة والأحذية ذات الكعب العالي والسترات الجلدية بالألوان المختلفة، وكذلك البلوزات، والآن الموضة تكرر نفسها، لذلك تستخدم بناتي نفس الملابس، ولم أكن اتخيل أن أعطي دروسا في الموضة لابنتي، كنت دائما أصنع ملاب بناتي، وكل شيء ارتدوه كان فريدا من نوعه، القبعات والحقائب الصغيرة وغيرها"