الفتاة التي تم تشويه وجهها بالحمض تساهم في أسبوع الموضة

بعد عامين من الهجوم الذي غير حياتها، ستشارك الشابة الهندية الناجية من هجمة بالحمض، ريشما بانو كعارضة في أسبوع نيويورك للموضة. وكانت بانو التي تعيش في مدينة مومباي قد تم تشويه وجهها وإصابتها بالعمي في عينها اليسرى بعد أن حاولت إنقاذ شقيقتها عندما سكب زوج شقيقتها حمض على وجهها.

وتظهر بانون، 19 عاماً، في مقطع فيديو مؤثر وهى تنخرط في البكاء بعد أن تم اخبارها أنها ستشارك على منصة عرض الأزياء بأسبوع نيويورك للموضة الشهر المقبل من أجل تسليط الضوء على محنة ضحايا هجمات الحمض، مضيفة: "أنا على حد سواء اشعر بالسعادة والتوتر فأنا لم افكر ابداً في السفر للخارج ناهيك عن المشاركة في عرض أزياء كبير، أنا لا اعرف معلومات عن الماركة ولا اعرف ما الذي سوف ارتديه، انا لست جاهزة لذلك ولكن أنا سعيدة لمجرد توجيه الدعوة لي للمشاركة في حدث كبير مثل هذا من أجل أن اظهر للعالم أن الجمال يكمن في الروح وليس في المظهر"

وأوضحت بانو انها تريد استغلال هذه الفرصة لرفع مستوى الوعي العام بشأن البيع غير المنظم للحمض في الهند والعالم، وكانت بانو في الطريق إلى مركز امتحان في 19 مايو 2014 مع شقيقتها عندما هاجمهم زوج شقيقتها. ظلت بانو وشقيقتها تعانيان على جانب الطريق لعدة ساعات بعد عدم استدعاء أحد لسيارة إسعاف، وعندما تم التواصل مع أولياء أمورهم تم نقلهم إلى مركز الشرطة وبعد ذلك إلى المستشفى.

وتركت شقيقة بانو زوجها قبل الحادث بسبب تعرضها لسوء المعاملة والتعذيب، وكشفت بانو: "كان زوج شقيقتي غاضب بسبب ان شقيقتي اخذت ابنهما، ولذلك قرر الانتقام وجاء لمهاجمتها بالحمض ولكن قبل أن يتمكن من ذلك قفزت لنجدتها. لم أكن أعرف أنه كان يحمل مادة أكالة"، خلال تسعة أشهر، تم اجراء خمس عمليات جراحية لترقيع جلد بانو، ولكن الهجوم جعلها تفقد ثقتها بنفسها ولا تريد العيش. وقالت: "لم يكن لدي أي رغبة في العيش. كان الألم لا يطاق، وكانت رائحة أسوأ. اضطررت لتغطية وجهي في جميع الاوقات حتى لا يستطيع أحد أن يراني"

وأفادت بانو: "ثم جاء اليوم الذي رأيت فيه نفسي لأول مرة بعد الجراحة، لقد فقدت الوعي فأنا كنت فتاة جميلة ولكن الآن كل ما رأيته في المرآة هو وجه مشوه مع عين مفقودة. أنا لا افهم لماذا حدث لي ذلك"، وتسبب الحادث بإصابة بانو بالاكتئاب، بالاضافة لتفكيرها في الانتحار، وأشارت بانو الى أنها "توقفت عن التحدث إلى الجميع واُصبت باكتئاب، العلاج كان مكلفاً ووالدي كافح من أجل الحصول على المال، قلت لهم أنني لا احتاج الى عملية جراحية وأنني يجب أن انهي حياتي".

وحصل والد بانو، زاهر أحمد، 58 عاماً، والذي يعمل سائقاً على سيارة أجرة، على سلفة من أقاربه لدفع تكاليف العملية الجراحية، ولكنه بعدها اصبح غير قادرعلى تحمل المزيد من مصاريف العلاج، ولكن تغيرت نطرة بانو للحياة عندما التقت ريا شارما، رئيسة ومؤسسة منظمة غير حكومية والتي ساعدت في دفع تكاليف العملية الجراحية وبرنامج إعادة تأهيلها. ومنذ ذلك الحين، اكتسبت بانو ثقتها بنفسها وشاركت في عدد من حملات المنظمة، وقالت شارما: "ليس لدي كلمات لأعبر بها عن مدى الفخر ونحن نرى أن بانو اصبحت امرأة واثقة من نفسها، فشخصيتها المتغيرة هى التي جلبت لها دعوة المشاركة في أسبوع نيويورك للموضة"