لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص المصابين بالقلق الدائم يكونون عرضة للإصابة بالخرف مرة ونصف أكثر من الناس العاديين. وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن أولئك الذين يعانون من درجات عالية من القلق في مرحلة ما من حياتهم يكون لديهم فرصة بنسبة 48% للإصابة بالتدهور المعرفي.
وأنجزت دراسة دامت 28 عامًا على 1082 من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة السويدية، حيث خضعوا لاختبارات كل ثلاث سنوات، أجابوا الاستبيانات وخضعوا لفحص الخرف، على الرغم من أن أبحاث أخرى ربطت الخرف بالمعاناة من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والعصابية، إلا أن هذه أول دراسة تربط بين القلق والخرف.
وأوضح عالم النفس الدكتور أندرو بيتكوس، من جامعة جنوب كاليفورنيا: "أن القلق، خاصة عند كبار السن، يمكن ربطه بالاكتئاب"، وأضاف: "إن القلق يميل إلى أن يكون مشكلة مزمنة مدى الحياة، وهذا هو السبب الذي جعل بعض الناس يميلون إلى تصنيف القلق كجزء من شخصية شخص ما". ووجد الباحثون أن التوأم الذان أصيبا بالخرف لديهما تاريخ من مستويات أعلى من القلق مقارنة بالتوأم الذان لم يصيبا به.
وذكرت طبيبة أخرى شاركت في الدراسة أن الناس الذين لديهم قلق مستمر يميلون إلى العصبية والتوتر، وهو نوع من القلق المرضي الذي يلازمهم طوال الحياة. وأضافت أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن لديهم مستويات أعلى من هرمونات التوتر، بما في ذلك الكورتيزول، والذي يسبب ضرر جزء في الدماغ وهو الذي يقوم بتخزين الذاكرة، والقشرة المخية الجبهية، وهي المسؤولة عن التفكير على مستوى عال.
وأفاد الباحثون بأن هذا الاكتشاف يشير إلى أنه قد يكون هناك عوامل وراثية مشتركة بين القلق ومخاطر الإصابة الخرف. ويأمل الأطباء في منع الإصابة بالخرف في سن متقدم عن طريق علاج القلق المرضي في سن مبكرة.