النساء اللواتي يتناولن "الاستروجين"

كشفت نتائج إحدى الدراسات الحديثة أن العلاج بواسطة الهرمونات البديلة قد يحمي النساء من الخرف، حيث تبيَن بأن النساء اللواتي يحصلن على مكملات الاستروجين قبل بداية سن اليأس ولمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام، يتمتَعن ببنية أفضل للدماغ. كما توصلت الدراسة النرويجية إلى أن النساء اللواتي يخضعن للعلاج بواسطة الهرمونات البديلة يكون لديهن الحصين أكبر مقارنة بالنساء الأخريات.
 
 ويتمتع الحصين بحساسية بالغة لأي مكملات نظرًا للمستويات المرتفعة من مستقبلات هرمون الاستروجين، بينما يعد واحدًا من المناطق الأولى للدماغ التي تعاني من التلف في حالة مرض الزهايمر مع فقدان الذاكرة والتوهان ضمن الأعراض المبكرة.
 
وذكر قائد فريق البحث دكتور كارل بينتسكا من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أن مكملات الاستروجين يمكن أن يصاحبها تأثير إيجابي ضد الإصابة بالتدهور في الوظائف العقلية أو ما يعرف بالخرف في حال بدأت النساء في وقت مبكر كفاية من إتباع العلاج.
 
 وأشار دكتور بيتسكا إلى أنه تم فحص هيئة الحصين أيضًا، وتبين بأن المناطق التي كان للعلاج بواسطة الهرمون تأثير كبير عليها هي نفس المناطق التي تأثرت بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة. وأضاف الدكتور الذي يدرس في مستشفى جامعة "سانت أولاف" في تروندهايم من أجل الحصول على درجة الدكتوراه أن مخاطر الإصابة بمرض السرطان تزداد بالفعل مع الحصول على مكملات الاستروجين، مشيرًا إل أنه "نجد بأنها على سبيل المثال تحد من مخاطر الإصابة بالكسور في الورك وسرطان القولون".
 
 وتحتاج النساء اللواتي يرغبن في الحصول على مكملات الاستروجين إلى البدء مبكرًا في العلاج من أجل الاستفادة من التأثير الإيجابي على الدماغ. حيث خضعت للمقارنة في الدراسة 80 امرأة ممن استخدمن مكملات الاستروجين خلال سن اليأس مع 80 امرأة أخرى لم يحصلن مطلقًا على هذا النوع من المكملات، فيما كانت تتراوح أعمار المشاركات من دراسة نورد ترونديلاغ ما بين 51 و66 عامًا.
 
ووجد بأن مستويات هرمون الاستروجين تنخفض بشكل ملحوظ عند النساء خلال سن اليأس، مع ربط ذلك بالتدهور في الوظائف العقلية. وأفاد تقرير في مجلة البيولوجيا العصبية للشيخوخة بأن التأثير الرئيسي لمجموعة الهرمون أظهرت فروقًا ذات دلالة إحصائية في حجم الحصين.
 
وقال دكتور بينتسكا إن حجم الحصين يرتبط مع أداء الذاكرة اللفظية، فيما كشفت الأدلة الحديثة أنه واستنادًا إلى العمر، فإن سن اليأس يأتي عقب انخفاض في الذاكرة اللفظية. مشيرًا إلى التأثير السلبي لسن اليأس على وظيفة الحصين.
 
وشدَد على أن زيادة مستويات الاستروجين تزيد من حجم الحصين في حال بدأت مرحلة العلاج في وقت مبكر من سن اليأس، أو قبل ذلك، في حين لا تتوافر في الوقت الحالي الأدوية التي تعمل على وقف أو الحد من الإصابة بمرض الزهايمر. وهو ما يجعل العلماء في الوقت الحالي يبحثون في كيفية الحد أو تأخير الإصابة بالخرف.