القاهرة ـ سعيد فرماوي
يعدُّ التلقيح الاصطناعي عملية لإخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي خارج الجسم، وحفظها في ظروف معينة في المختبر، وإذا نجحت عملية تخصيب البويضة يتم زراعتها داخل رحم الأم، وهي العملية التي تمَّ تعزيز فرص نجاحها عبر تقنية حديثة في مجال علم الأجنة، تسمى منظار الأجنة أو "إمبريوسكوب".
ولا تتطلب التقنية الجديدة إخراج الأجنة من الحاضنة، وجعلها عرضة للبيئة المحيطة، الأمر الذي كان يستدعي الكثير من الجهد في مراقبة واختبار الأجنة، واحتمال التأثير على فرص عدم حدوث حمل قابل للاستمرار.
وتعتبر تقنية "منظار الأجنة" عبارة عن أداة تتكون من حاضنة مهيأة بأفضل الظروف، وآلة تصوير مصغرة، لإلتقاط مجموعة من الصور في فترة بين 10 و15 دقيقة، أو ما يسمى بفيديو الفاصل الزمني، بغية مراقبة كيفية تطوّر الأجنة، من دون الحاجة إلى جعلها عرضة للبيئة الخارجيّة.
وأوضح المدير الإداري في مركز الرعاية والخصوبة البريطاني الدكتور سيمون فيشل، حيث تمّت ولادة الطفل الأول باستخدام هذه التقنية في العام 2012، أنَّ "هذا التطور في مجال علم الأجنة يعدُّ الأكثر إثارة منذ بدء التخصيب في داخل المختبر"، مبرزًا أنَّ "المعلومات التي قدّمتها هذه التقنية شكّلت قاعدة في اتخاذ القرار الأفضل في اختيار الأجنة التي سيتم نقلها إلى رحم المرأة، حيث يمكن استبعاد الأجنة التي يوجد فيها تشوهات في هذه الحالة".
وأثبتت التقنية الجديدة نجاحها لدى النساء الأكبر سناً، واللّواتي يعانين من انخفاض في عدد البويضات، فضلاً عن زيادة نسبة الحمل بـ20%.
وبيّن مدير المختبر في مركز "آرت" للإنجاب في كاليفورنيا الدكتور جايبسون باريت أنَّ "الصور تسمح بانتقاء أفضل الأجنة التي تعتبر طبيعية جينياً".
وتحتاج التقنية الحديثة، التي تعتبر ذات كلفة مرتفعة، إلى مصادر علمية تحليلية، يمكن أن تساعد في احتمال تحديد جنس الأجنة، بطريقة أسرع من السابق.