طوكيو ـ علي صيام
ذكرت الدراسة التي نشرت في دورية (ستروك)، أنَّ عدم القدرة على الوقوف على ساق واحدة لأكثر من 20 ثانية مرتبطًا بزيادة مخاطر السكتة الدماغية "الصامتة"، و هو نزيف صغير في المخ التي لا يسبب أعراض، التي تزيد من مخاطر كل من السكتة الدماغية الكاملة والخرف. بدوره، قال أستاذ مساعد في الطب الجيني في جامعة كيوتو في اليابان الدكتور ياسوهارو تبارا "إن القدرة على تحقيق التوازن على ساق واحدة هي اختبار مهم لصحة الدماغ، و هو الذي قاد فريق البحث.
ففي العام الماضي، وجد مجلس البحوث الطبية في أميركا، أنَّ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم 53 عامًا الذين يمكنهم الوقوف على ساق واحدة لمدة 10 ثواني مع غلق عيونهم في الاغلب هم لائقين وبصحة جيدة.
وأكّد المجلس، أنَّ الإحساس البشري بالتوازن يعتمد على ثلاثة أنواع من المعلومات، الأول هو المعلومات البصرية ، ما يمكن لعينيك أنَّ ترى ما يدور حولك وأين أنت، لتغذية الدماغ عبر العصب البصري.
وأضاف أنَّ هناك ردود أفعال من المفاصل والعضلات، عندما تنحني أو تمتد، وأجهزة استشعار، والمعروفة باسم "بروبريوسبتوز" و هى التي ترسل إشارات إلى الدماغ.
من جانبه، قال استشاري أنف و أذن في مستشفى سان جورج في لندن و مختص في اضطرابات التوازن دكتور ديفيد سيلفادوري: "ان استقبال الحس العميق هو طريقة الجسم لمعرفة أين هو في أي لحظة من دون أن يرى".
وذكر سيلفادوري، أنَّ المجموعة الثالثة من المعلومات تأتي من الأذن الداخلية، إذ توجد أنابيب صغيرة، باسم قنوات شبه دائرية، والتي تحتوي على السائل الذي يتحرك عندما تتحرك رؤوسنا، فالسائل في الخلايا المبطنة للأنابيب يكشف الحركة ويوصل للمخ عبر العصب الدهليزي الوقعي، و هو المصدر كلًا من السمع والتوازن.
من جهته، قال طبيب أعصاب استشاري في سانت ماري ومستشفيات شرينغ كروس في لندن الدكتور باري سيمونغال: "نحن نميل لاعتبار التوازن أمرًا مفروغًا منه، كما أن كل هذا يحدث تلقائيًا، المشي مهمة صعبة الأداء جدًا، و هو يبدو سهل فقط لأن المخ قادر على تنسيق حركة العضلات بسرعة للسماح بالمشي دون أن نسقط".
وتابع: "أما الصعوبات في التوازن تميل إلى أن تحدث عندما يكون هناك مشكلة مع المعلومات التي يتم إرسالها إلى الدماغ، فعلى سبيل المثال، وجود عدوى تؤثر على الأذن الداخلية، مثل إلتهاب التيه، إذ يمكن أنّ يقضي على التوازن لأن ردود الفعل من الأذنين ستختلف.
وبالمثل، فالتوازن يميل إلى الضعف مع تقدمنا في العمر، مع تدهور البصر، و اختلاف مدخلات المفاصل والعضلات لا يمكن الوثوق بها حيث تنخفض كفاءة "بروبريوسبتوز"، بسبب ظروف صحية مثل إلتهاب المفاصل.
وذكر الدكتور سيلفادوري، أنَّه "مع تقدمنا في العمر، نفقد أيضًا خلايا في الأذن الداخلية التي تكشف الحركة".
وأكّد أنَّ "واحدًا من ثلاثة فوق 65 عامًا معرضًا للسقوط مرة واحدة في السنة على الأقل".
ووفقًا لمنظمة خدمات الصحة العالمية"إن أتش سي"، السقوط هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بسبب الإصابة غالبًا فوق 75 عامًا.
وأشارات دراسة المنظمة، إلى أنَّ العلامات الخفية فتوازنك ليس جيد كما تشمل صعوبة في المشي على الأسطح غير المستوية، مثل الحصى (بسبب ضعف ردود الفعل قدميك)، أو الشعور غير المستقر عند الاستيقاظ في الليل للذهاب إلى الحمام (لأن توازنك لا يمكنه الاعتماد على المدخلات البصرية في الظلام).
وبينّت أنَّ هناك أشياء يمكنك القيام به لتدريب التوازن والحفاظ عليه يعمل بشكل جيد.
وفي سياق متصل، محاولة السير على الفور جزء مهم من نظام توازن لدينا هو رد الفعل التلقائي المعروف باسم "المنعكس الدهليزي" العين - حركة العين الصغيرة التي تحافظ على تركز الرؤية ونحن نتحرك.
وهناك تمارين لتحفيز رد الفعل يمكن أن تساعد في التوازن، حسب قول الدكتور سيلفادوري.
وطالب المختصين بالعلاج الطبيعي لاضطرابات التوازن من المرضى، أنّ يفعلوا أشياء مثل رفع الإبهام، وتدريب عينيك على ذلك، ثم تحريك الابهام ببطء مع ثنيه، ومتابعة حركة الابهام بعينيك.
وأفادوا أنَّ هناك تمرين أخر، وهو السير مع التركيز على نقطة معينة في أمامك.
وأشارت إلى أنَّه يمكن لتغيير و تبديل أنواع الأحذية أنَّ يساعد على الحفاظ على أجهزة استشعار التوازن في القدمين والساقين".
وفي هذا الصدد، قال سامي مارجو: "إذا كنت ارتديت حذاء بنفس ارتفاع الكعب كل يوم، ستتكيف عضلات الساق، فيجب أنّ ترتدي حذاء بكعب قصير إذا كنت معتاد ارتداء الكعب العالي".
ويجب إطالة الكعب إذا كنت من مرتدي الأحذية المسطحة، مضيفًا: "قدميك ستتعود على أي ارتفاع، فيجب تغيير ارتفاع الأحذية إذا كنت تريد الحفاظ على كل شيء العمل أصعب، فإذا كنت ترتدي الكعب في المكتب، فاذهب إلى العمل بحذاء رياضي، على سبيل المثال".
في حين، ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين الصغيرة في المخ، والتي تؤدي إلى تحقيق التوازن بين الأوامر.
وأفاد دكتور سيمونغال: "يمكن للضغط أنّ يجرح المادة البيضاء والتي بدورها، تعطل الإتصالات عبر قشرة المخ، و هو الجزء الذي يتحكم في التفكير والحركة والتخطيط، و العديد من الوظائف التلقائية لدينا، ومنها توازن".
ومن الناحية المثالية، ينبغي أن يكون ضغط الدم أقل من 120/80، كما الحد الأعلى 140/90، كما يجب الحفاظ على الوزن في مستوى صحي، و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام و الحد من الملح حتى يمكن خفض ضغط الدم.
وعلى الرغم، من أن التوازن يميل إلى الانخفاض مع تقدمنا في العمر، فإنه ليس من الضروري أن يصبح قدر، وفق دكتور سيلفادوري.
ونوْه "استخدمه او ستفقده"، فأسلوب الحياة النشط وبناء في نوع من النشاط البدني، يحفظ التوازن.
وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجرتها جامعة ويسترن سيدني، أنَّ كبار السن الذين استمروا يسبحون بانتظام هم اقل عرضة للسقوط بنسبة 33 في المائة، من الناس الذين مارسوا أنواع أخرى من التمارين مثل المشي أو الغولف.
و فسر الباحثون هذا الأمر، أنَّ نظام التوازن الخاص بالجسم يتحسن في المياه عند السباح، أيضًا اللعب الأطباق أيضًا وسيلة رائعة لتحسين التناسق بين اليد والعين والجسم، وهذا مهم جدا لنظام التوازن.
ورأى استشاري عظام الساق في مستشفى الأميرة مارغريت، وندسور، مايكل أونيل: "الحفاظ على قوة العظام والعضلات في القدمين والساقين أمر حيوي".
كما أضاف أنَّ الكاحل الضعيف، على وجه الخصوص سبب شائع للتعثر و السقوط وإذا تعثرت أكثر من مرة في الكاحل ستعرض الأربطة للتلف (الأنسجة الضامة التي تنضم العظام والعضلات)، وغالبًا ما تلتئم بطريقة تجعلها أضعف، وبالتالي أكثر عرضة للمزيد من الإصابات وربما السقوط.
وطالب أونيل، بتقوية الكاحلين والأربطة الخاصة، محاولة الوقوف على ساق واحدة لمدة دقيقتين أثناء تنظيف أسنانك، هذه نصيحة السيد أونيل.
ونصح سامي مارجو، إذا كنت لا تجد صعوبة في الوقوف على ساق واحدة، تحدي نفسك بالوقوف و عينيك مغلقتين، قائلًا: "هذا يجعل الأمر أكثر صعوبة، كما أنّنا نميل إلى الاعتماد كثيرًا على الرؤية، بدلًا من مدخلات من أجهزة الاستشعار في عضلات الساق والمفاصل".
وأضاف: "الوقوف على أطراف الأصابع يزيد الصعوبة على الساق و يزيد قوتها، لأنه يوفر قاعدة أقل للاستقرار وينشط المزيد من العضلات".
وتابع: "إذا لم تتمكن من تحقيق التوازن على ساق واحدة بسهولة، يمكنك البدء بالوقوف مع ضم قدميك معًا".
وهناك طريقة أخرى لتنشيط أجهزة الاستشعار في القدمين والكاحلين، هو تغيير سطح ما تقف عليه، عندما لا يمكن للتنبؤ بالسطح الذي تقف عليه، تعمل أجهزة الاستشعار في القدمين بشكل أفضل.
وأوضح: "هذا هو السبب في استخدام كرات "بي أو سي يو" قبة مليئة بالهواء الذي يبدو وكأنه نصف الكرة الصالة الرياضية في العلاج الطبيعي، أو الوسائد المتأرجحة سواء كانت من (الصلب، والبلاستيك، وسائد نفخ) لتحسين التوازن".
ويمكن الحصول على تأثير مماثل بالوقوف على وسادة من سميكة من القش، مطوية نصفين.
من جهته، أكّد مدير مركز أبحاث النوم نورثمبريا البروفيسور غيسون إليس، أنَّه "عندما لا نحصل على نوم كاف، تصبح الإتصالات بين وظائف الدماغ المختلفة بطيئة أو غير دقيقة، وهذا يؤثر على التنسيق ومنعكس بين ما عينيك تشهد وحركتك".
وأشار إلى أنَّ له تأثير ضار على التوازن الذي من المرجح أنَّ يؤثر يومًا بعد يوم على الأنشطة، مثل المشي أو القيام من الكرسي.
وأرجح: "إذا طلبت أحدهم لا يحصل على قدر كاف من النوم الوقوف بشكل متوازن على ساق واحدة، يشعر أغلبهم أنَّهم بخير، عند القيام بالوقوف، سيضطر المخ للاستيقاظ والتعامل مع عملية الوقوف، فإنَّها، مهام يومية بسيطة مؤثرة و إلا ستكون أكثر عرضة للتعثر أو السقوط.