مرض السرطان

تدل بعض المؤشرات في وقت مبكر على الإصابة بمرض السرطان، والتي عادة ما يهملها المريض، مثل ظهور نتوء في الثدي أو فقدان الوزن المفاجئ، لذلك يشجع الخبراء على مزيد من الحرص والوعي بشأن هذه العوارض لتجنب التشخيص المتأخر.

وأجرى باحثون من كلية لندن للطب بحثًا يظهر أن بريطانيا لديها أفقر معدلات البقاء على قيد الحياة في العالم الغربي بين أمراض السرطان الأكثر شيوعًا مثل سرطان القولون، والثدي، والرئة، والمبيض، والمعدة، ويتوقع العلماء أن واحد من بين شخصين في بريطانيا سيتعرض للسرطان في حياتهم، وأن الأخير هو المسؤول الأول عن ربع الوفيات في البلاد، وأنه يمكن إنقاذ نحو 5000 شخص سنويًّا بالكشف المبكر عن هذا المرض.

ويقدم اليوم مجموعة من الأطباء من بينهم أستاذ علم الأورام في جامعة ساوثهامبتون مجموعة من النصائح والمؤشرات المبكرة التي تكشف عن هذا المرض، والتي عادة ما يهملها الناس، فالكشف المبكر يؤدي إلى العلاج المبكر وبالتالي ارتفاع نسبة الشفاء.

ويحذر الأطباء من بحة الصوت التي تستمر لأكثر من يومين أو 3 أسابيع، فهذه تحتاج مراجعة الطبيب، فيمكن أن تكون مؤشرًا على سرطان العنق أو الرئة، وتشمل الكثير من التقنيات الجديدة إزالة السرطان في الحبال الصوتية من دون التأثير عليها، وبالتالي يبقى الصوت سليمًا.

ويدل التعرق كثيرًا في الليل أيضًا على وجود مشكلة ربما تكون سرطان الغدد الليمفاوية، فهذه الغدد تستخدم الكثير من الطاقة وبالتالي يشتد العرق ليلاً، وتشمل الأعراض الأخرى وجود كتلة تحت الإبط أو الفخذ أو بجانب الرقبة.

كما تعتبر الحرقة المستمرة مؤشرًا على سرطان المعدة أو المرئ، وقد تكون أيضًا علامة على سرطان البنكرياس أو المبيض، ويعاني 2.5 مليون بريطاني من آلام الظهر، ويعود سبب 99% منها إلى أمراض الجهاز العضلي، ولكن أمراض منتصف الظهر عادة تشير إلى سرطان البنكرياس، لاسيما تلك التي تبدأ في الجزء العلوي من البطن وتمتد حتى الجزء الخلفي للمنطقة ذاتها، فالبنكرياس يقع في الجزء الخلفي من البطن، ويؤثر على أعصاب الظهر، إلا أن آلام الظهر الذي تسببه العضلات والعظام يحدث أسفل الظهر، وعادة ما يصاحب سرطان البنكرياس التعب وفقدان الوزن.

ويحذر الاطباء النساء ممن يعانين من أي نوع من النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث أن يزرن الطبيب فورًا، فهذه بالعادة تكون علامة مبكرة على سرطان بطانة الرحم، والذي يرتبط عادة بزيادة الوزن، وهو قابل للعلاج إذا اكتشف مبكرًا، أما لدى الرجال فعليهم أن ينتبهوا لعدد مرات ذهابهم للتبول في الليل، والذي عادة ما يصاحبه صعوبة في البدء بالتبول والذي يمكن أن يشير إلى وجود سرطان في البروستاتا.

وتسبِّب السكتات الدماغية عادة صعوبة في البلع، ولكن عند عدم جود هذا النوع من الحالات، يمكن أن تكون صعوبة البلع مؤشرًا على سرطان الرأس والرقبة أو الحبال الصوتية أو المرئ أو الفم أو اللسان، وتشمل الأعراض الأخرى ألم في الجزء الخلفي من الفم، وعادة ما يرتبط هذا السرطان بالتدخين أو تناول الكحول وفيروس الورم الحليمي البشري.

ويتوجب على الأشخاص الذين يخرجون دمًا مع البراز يستمر لأكثر من أسبوعين إخبار الطبيب فورًا، فهو عادة ما يكون مؤشرًا على سرطان الأمعاء، لاسيما إذا كان التغيير مفاجأة ويصاحبه عادة إمساك وألم وإحساس غريب في المستقيم، ويمكن أن يكون مؤشرًا على حالات سرطان نادرة في المبيض أو سرطان البنكرياس.

ويصاحب عادة سرطان الجلد وجود نتوءات جلدية ملتهبة القمة مع وجود حكة ونزيف لا يلتئم لمدة تتراوح بين 2 إلى 4 أسابيع، وفي هذه الحالة يتوجب إخبار الطبيب عنها فورًا، كما تشير التقرحات في الفم التي تستمر لأكثر من 4 أسابيع مع أو من دون ألم إلى إمكانية وجود سرطان في اللسان أو حول الفم، لاسيما إذا كانت بيضاء وسمكية وتؤدي إلى تغير شكل بطانة الفم.

ومن المؤشرات التي يتوجب عدم إهمالها أبدًا والتي تدل على وجود السرطان، خسارة الوزن بطريقة مفاجئة من دون اتباع حِمية غذائية، أو خروج دم مع البراز أو البول، أو السعال، وملاحظة وجود نتوء في الثدي أو الفخذ أو الخصيتين أو بجانب الرقبة أو الإبط، والآلام الشديدة في منطقة ما وغير واضحة السبب.