لندن ـ كاتيا حداد
قد تتسبب الإكزيما في حكة للجلد أو حروق مبرحة، وهو ما يتعرض إليه واحد من بين كل 12 شخص بريطاني بالغ، فالبعض يعاني منها طوال حياتهم فحوالي خمس الأطفال يعانون من مراحل متطورة من الإكزيما قبل أن يكملوا عامهم الخامس أما بالنسبة إلى البعض الآخر فهم يعانون من الإكزيما بشكل مفاجئ فيما بعد في حياتهم وفي كلتا الحالتين فإن طريقة التحكم فيها وفي انتشارها صعبة.
وبمجرد الإصابة بالإكزيما فإن جلدك لا يستطيع أن ينتج الزيوت الأساسية بشكل كافي والذي بدوره يشكل الطبقة الواقية الطبيعية للجلد والحفاظ عليها، وهذا الانخفاض في معدل الرطوبة يتسبب في تقلص خلايا الجلد وبالتالي يصبح جافًا مثل قطعة الفاكهة، وعادة عندما يكون جسمك رطب بشكل كاف فيكون الجلد بذلك شكله كامل ومطاطي وتدفع خلايا الجلد معًا لتشكل طبقة واقية، وفي حالة حدوث تقلص فإنه يكون هناك فجوات بين الخلايا وهذا ما يتسبب في جفاف الجلد وتشققه ويكون ثغرات تتراكم فيها الأوساخ والبكتيريا والفيروسات والفطريات لكن لا يوجد من يهتم بما يحدث وبالتالي لا يهتم أحد بالعلاج.
وتتكون الإكزيما من 3 أنواع من الأمراض الجلدية والإكزيما الاستشرائية (الأكثر شيوعًا والمزمنة والمورثة) والتهاب الجلد التماسي (وهو رد فعل للمواد) والنوع الأخير هو إكزيما عسر التعرق (متعلقة باليدين والقدمين)، وكل من الثلاثة أنواع تتميز ببقعة من الالتهاب الجلدي متهيجة وحمراء وتسبب حكة في الجلد لكن لديها مسببات مختلفة تؤدي لكل نوع.
وقد ظهرت الكثير من النصائح بشأن التحكم في انتشار الإكزيما بشكل واسع على مدار الأعوام الماضية، حيث يرى بعض الأطباء أن كريم السيترويد هو الخيار الوحيد القابل إلى التطبيق بينما قد ينصح البعض الآخر بتغيير النظام الغذائي الخاص بك، والمرطبات مثل ديبروبيز وهي خيار آخر من العلاج يمكنه أن يساعد في التحكم في أعراض المرض ومنع انتشاره.
ويوضح رئيس مجلس طب الأمراض الجلدية في إنكلترا الدكتور جورج مونكريف والذي شهد كل ما يتعلق بمرض الإكزيما، بعض من نصائحه حول كيفية التعامل مع انتشار الإكزيما وهي:
ضرورة معرفة أعراض المرض:
غالبًا ما تكون الإكزيما الاستشرائية منتشرة في العائلات وتتطور جنبًا إلى جنب مع ظروف أخرى مثل الربو وحمى القش، إضافة إلى محفزات أخرى يمكن التحكم بها أو السيطرة عليها ويمكن أن تنتشر محفزات الإصابة بشكل مختلف من شخص لآخر لكن هناك عدد قليل منها عو الشائع وهي :
· الالتهابات: يعد مرض الإكزيما عبارة عن حلقة مفرغة بمجرد أن يتعرض لها الجلد ويصبح عرضة للهجوم من قبل البكتيريا وعندما يتعرض الشخص إلى حكة في الجلد فإن هذا يسبب المزيد من الدمار للجلد
· الحساسية: يعتقد الكثير منا أن الحساسية من الطعام تسبب الإكزيما لكن هذا ليس شائعًا فالحساسية من الأشياء المرتبطة بالجلد هي الأكثر شيوعًا وهذا قد يؤدي إلى تهيج الجلد.
· البشرة المتهيجة: تعد الكثير من المنتجات التي يستعملها الناس على جلدهم غير طبيعية كما أن الجلد لم يتطور ليشكل حماية لنفسه ضد هذه المواد لذا فالاستخدام المنتظم لهذه المنتجات يمكنه أن يدمر طبقة الوقاية التي يشكلها الجلد.
· الضغط النفسي: هناك علاقة وثيقة بين التوتر والإكزيما وهو ما يمكن أن يعد حلقة مفرغة أخرى تتمثل في أن يكون هياج الجلد مؤلم بشكل لا يصدق.
لا تنس الفحص:
يستطيع الفريق الصيدلي فهم أعراض الإكزيما بشكل جيد إضافة إلى معرفته بالخيارات المتعددة للعلاج، ولهذا الفحص المستمر مع الفريق الصيدلي بالإضافة إلى طبيبك العام يمكن أن يساعدك في التحكم في الحالة بشكل أكثر فاعلية، كما أنه من الضروري معرفة المزيد فيما يتعلق بجلدك وما هي المواد الصالحة لك.
وتوجد مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية المتاحة ويمكن دائمًا لفريق الصيادلة أو الطبيب نصحك بالمواد التي تتناسب معك بشكل أفضل، ومن الضروري أيضًا أن تتذكر أن الإكزيما هي عبارة عن حالة طبية ومن المهم أن تستخدم المنتج المناسب لبشرتك إذا كنت تعرف ما هو مناسب لك وما هو غير مناسب، كذلك عليك التأكد من نقاشك مع طبيبك العام أو الصيدلي، وفي المبادئ التوجيهية "نيس" فإنه من الضروري تقديم خيارات إلى المريض أو أشياء يفضلها فيما يخص المرطبات عند استشارة طبيبهم.
فكر في المنتجات المعروضة:
يجب وضع المرطبات مباشرة على الجلد للتقليل من فقدان الماء وتغطية الجلد بطبقة حماية ومن الناحية المثالية، لذا عليك استخدام المرطبات الخالية من محسسات الجلد مثل الصوديوم لوريل كبريتات والبارابين والعطور التي قد تتسبب في تهيج الجلد ويمكن أن تزيد من فرص انتشاره، وفي حال تعرضت إلى هذا فإنه من الضروري أن تتلقى العلاج في وقت مبكر من خلال السترويد الموضعي والاستمرار في استخدامه حتى يهدأ الجلد ثم تأكد بعد ذلك من التأم الجلد تمامًا.
وفي حال استخدامك كريم أو مرهم لتشقق الجلد فإنه قد يتسبب في لسعة لكنه يشفي بالتأكيد ويجب استخدام الكريمات المرطبة بكميات مناسبة، فوفقًا لتقديرات "نيس" فإن هذه الكميات تقدر بـ 250 غرام للطفل في الأسبوع لتصل إلى 500 غرام في الأسبوع بالنسبة إلى البالغين، ومن يعانون من الإكزيما عليهم التأكد من الطبيب المعالج ليعطيهم الكمية الكافية من كريم الترطيب ومرهم السترويد لعلاج المناطق المصابة بشكل صحيح.
الوقاية مثل العلاج:
على الرغم من أهمية معالجة أعراض الإكزيما فإنه من الضروري أيضًا اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه الأعراض، ولذلك فإن الخدمات الصحية الوطنية توصي باستخدام المرطب الخاص بك طوال الوقت حتى وإن كنت لا تعاني أي من الأعراض، وللتأكد من أن جلدك طبقة الحماية الطبيعية ليست متشققة فإنه يجب الحفاظ على طبقة الحماية.
ويمكن لاستخدام المرطبات بشكل منتظم وروتيني أن يساعدك كثيرًا وخاصة بعد الاغتسال عندما يكون جلدك رطبًا بشكل كبير، وبالتالي فإن المرطبات يمكنها أن تتيح لك الاحتفاظ بالترطيب، كما أنني أوصي بالعثور على المرطب الذي تحبه والذي تشعر تجاهه بالراحة مع استخدامه يوميًا على الأقل حتى وإن كنت تشعر بهياج ولا يزال جلدك متحسسًا فإن الكريم الروتيني مهم للغاية..
لا تتجاهل الإشارات:
من الضروري عدم تجاهل الإكزيما لأن حكة الجلد والجلد الجاف والمتشقق قد يكون علامة أو إشارة بأن طبقة الحماية الطبيعية الخاصة بجلدك مدمرة، وبالنسبة إلى ظروف حكة الجلد كافة فإن الإكزيما أحد أكثر مسببات الحكة، كما أن هياج الجلد من الممكن أن يكون غير مريح بشكل كبير ومثير للقلق أثناء النوم والتركيز ما قد يتسبب في الغياب عن العمل أو المدرسة.
ويعتبر الهياج حلقة مفرغة في جلدك، والجلد المتشقق يجعل بشرتك أكثر عرضة إلى البكتيريا والمواد المثيرة للحساسية، والتي من الممكن أن تمهد الطريق إلى مزيد من العدوى والالتهابات والتعرض إلى هذه البروتينات عن طريق الجلد يجعل الشخص أكثر عرضة إلى تطور حساسية الإكزيما.