القاهرة - مصر اليوم
تضاعف عدد الأطفال المصابين بداء السكري في الشرق الأوسط، منذ عام 2000، والذي ينقسم إلى نمطين رئيسيين، الأول والثاني، حيث يصيب داء السكري من النمط الأول، والذي يعرف أيضاً بالداء السكري المعتمد على الأنسولين أو الداء السكري البادئ في مرحلة الطفولة، فئة الأشخاص تحت سن 20 عامًا أكثر من غيرهم. أما الثاني، فيعرف بالداء الذي يظهر في مرحلة الكهولة، وهو مرتبط بالبدانة والخمول. ولسوء الحظ، فإن زيادة معدل انتشار البدانة قد يضاعف أحياناً من صعوبة معرفة ما إذا كان السكري الذي يعاني منه الشاب أو الشابة هو من النمط الأول أو الثاني.
ولا يزال العامل المسبب للإصابة بالداء السكري من النمط الأول غير معروف بدقة حتى الآن، حيث تشير فرضيات إلى احتمال كونه ناجماً عن الإصابة بالإنتانات الفيروسية خلال الحمل أو الطفولة المبكرة، فيما تشمل العوامل المحتملة الأخرى التعرض للملوثات البيئية أو الغذائية، إضافة إلى وجود عوامل جينية وعرقية تزيد من خطر الإصابة بكلا النمطين. وفي الإمارات، تتوفر الكثير من الدراسات التي توثق المعدل المرتفع لانتشار داء السكري من النمط الثاني، الأمر الناجم بشكل رئيسي عن عوامل متعلقة بنمط الحياة كالبدانة وقلة النشاط البدني.
وتُعد المشروبات السكرية أحد المتهمين الرئيسيين في التسبب بالبدانة وداء السكري لدى الأطفال، علماً أن المشروبات الغازية ليست النوع الوحيد من المشروبات الذي يحوي كميات مرتفعة من السكر،حيث يعد السكر أحد المكونات الداخلة في تركيب مشروبات الطاقة وعصائر الفواكه والمشروبات الرياضية والشاي المثلج والقهوة المعلبة.
وأعربت الاختصاصية في طب الأطفال في كوك تشلدرنز، د. كيم مانجام، عن قلقها بشأن انتشار البدانة في أوساط الشباب في يومنا هذا، حيث تشكل مكافحة البدانة أحد الجوانب التي تنال قسطاً كبيراً من جهودها، وتقول إن السكر هو عامل «مهم للغاية» في إصابة الأطفال بالبدانة، موضحة أنّ "السكر يؤثر على مراكز اللذة في الدماغ، بطريقة تشبه كثيراً طريقة تأثير بقية المواد التي تسبب الإدمان، ولهذا أنصح الأهالي بعدم تقديم المشروبات والأطعمة المعالجة الغنية بالسكر والملح المضاف، لأن الأطفال سيفضلون هذا النوع من الأطعمة على الفواكه والخضراوات الطبيعية الصحية"، ومشيرة إلى أن الاستغناء عن المشروبات السكرية في المنزل من شأنه أن يقلل من زيادة الوزن لدى الأطفال، كما أن التركيز على تناول الماء والحليب يشكل خطوة أولى ومهمة في مساعدة الأطفال على التنعم بحياة خالية من البدانة وما تسببه من أعباء صحية عديدة.
ووفقاً لأطلس داء السكري الصادر عن الاتحاد الدولي لمكافحة داء السكري، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضم أكثر من 60.700 طفل بأعمار بين 0 و14 عاماً يعانون من الداء السكري من النمط الأول، كما أن المنطقة ذاتها تشهد تشخيص إصابة 10.200 طفل جديد بالمرض كل سنة.