واشنطن - مصر اليوم
ينظر الناس إلى الألبان القليلة الدسم أو الخالية من الدسم كبديل صحي عن الألبان الكاملة الدسم، لكن وفقاً لدراسة جديدة فإن استهلاك كميات كبيرة من منتجات الألبان قليلة الدسم قد يزيد خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش. وتوصل الباحثون في جامعة "هارفارد" الأميركية إلى تضاعف خطر الإصابة بالشلل الرعاش بين البالغين، الذين دأبوا على استهلاك ما لا يقل عن ثلاث حصص من منتجات الألبان القليلة الدسم يوميًا، مقارنة بأولئك الذين تناولوا حصة واحدة فقط.
وقالت أستاذة الأمراض العصبية في جامعة "هارفارد"، الدكتورة كارتين هيوز، في سياق الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة علم الأعصاب، إن مرض الشلل الرعاش يعد من الاضطرابات العصبية التي تشخص بالهزات، ومشاكل في الحركة، وضعف في التوازن أو التنسيق، وتصلب في العضلات.
ووفقًا لمؤسسة "الشلل الرعاش للأمراض العصبية"، فإن نحو مليون شخص في الولايات المتحدة يعيشون مع مرض الشلل الرعاش، ويتم تشخيص نحو 60 ألف من البالغين في الولايات المتحدة بحالات مرضية سنويًا. وأشارت دراسات سابقة إلى وجود صلة بين استهلاك منتجات الألبان، وخصوصًا الحليب، وزيادة خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش. وتحقق الباحثون في جامعة "هارفارد" من هذه العلاقة بصورة أكبر مع دراستهم الجديدة، التي تضمنت تحليلاً لنحو 25 عامًا من البيانات من أكثر من 120 ألف رجل وامرأة، كما شملت الدراسة ما مجموعه 80.736 امرأة كانت جزءًا من دراسة صحة الممرضات، فضلا عن 48.610 من الرجال الذين التحقوا بدراسة متابعة المهنيين الصحيين.
وأكمل المشاركون في الدراسة استبيانًا عن عاداتهم الغذائية كل أربع سنوات، واستخدم هذا الأخير لتقييم أنواع منتجات الألبان قليلة الدسم، والكاملة الدسم المستهلكة، بما في ذلك الحليب، والكريمة، والجبن، والزبد والآيس كريم. واستمرت الدراسة لنحو 25 عامًا، وقع خلالها نحو 1.036 مشارك فريسة للإصابة بالشلل الرعاش. وبالمقارنة مع المشاركين الذين استهلكوا حصة واحدة أقل من منتجات الألبان يوميًا، وجد الباحثون أن من يتناول ما لا يقل عن ثلاث حصص يوميًا لديه مخاطر أعلى بنسبة تصل إلى 34 % لتطور مرض الشلل الرعاش.
ووجد الباحثون أيضًا أن خطر الشلل الرعاش يمكن ربطه بصفة خاصة بتناول الحليب الخالي من الدسم، فالأشخاص الذين يستهلكون حصة واحدة على الأقل من الحليب الخالي من الدسم، أو الحليب القليل الدسم يوميًا، ارتفعت بينهم نسبة الإصابة بالشلل الرعاش إلى 39 %، مقارنة مع أولئك الذين شربوا أقل من حصة واحدة في الأسبوع.