غزة – محمد حبيب
نفذ عشرات من مرضى السرطان في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، اليوم الاثنين اعتصامًا، للاحتجاج على استمرار فرض قيود مشددة على حركة السفر عبر معبر رفح البري بالتزامن مع تواصل الحصار الإسرائيلي
وطالب المرضى خلال الاعتصام الذي دعا إليه مركز "الإدراك الشبابي"، بفتح معبر رفح وتمكينهم من السفر من دون قيود لتلقي العلاج اللازم لحالتهم
وقالت الناطقة باسم المرضى المشاركين في الاعتصام آية عبد الرحمن، إن مرضى السرطان يعانون من شدة التهميش بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق معبر رفح وقلة الأدوية الصحية الضرورية لهم.
وعبرت عبد الرحمن عن استيائها من الصعوبة الشديدة في إجراءات التحويل والعلاج الكيمائي والاشعاعي للمرضى في الخارج، مشيرة إلى أنه من الضرورة العمل سريعًا لأن هناك ما يقارب الـ20 مريضًا في حاجة ماسة للعلاج.وطالبت المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالعمل الجاد لإنقاذ حياة مرضى السرطان في غزة.
وأكد الناشط الحقوقي علاء مطر بدوره أن العلاج حق وواجب للمريض ويجب توفيره بكل الطرق والوسائل للحفاظ على حياته سالمة.وقال إن الخلافات السياسية في غزة يجب أن لا تؤثر على سفر المرضى للحصول على علاجهم في ظل ضعف الإمكانات، وتابع أن الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام يمنع وصول الخبرات والأدوية الصحية ويزيد تفاقم معاناة المرضى عمومًا ومرضى السرطان خصوصًا، مطالبًا المؤسسات الدولية وجمعيات حقوق الانسان بالعمل الجاد ل توفير حياه سليمة للأطفال والنساء المرضى.
وكانت وزارة الصحة في الحكومة المقالة أعلنت عن 12,600 مريض سرطان في قطاع غزة.وقال مدير مستشفى الأمراض الباطنة في مجمع الشفاء الدكتور حسن خلف إن "الظروف القاسية تشتد يومًا بعد آخر بفعل حصار ظالم أرهق كل شيء في قطاع غزة وتجرع الأطفال والنساء والرجال مرارة ظلمته الحالكة وخاصة مرضى السرطان الذين يزيد عددهم اليوم عن 12,600 مريض منهم 53% من الإناث و 47 % من الذكور".
واضاف خلف في مؤتمر صحافي عقد في مجمع الشفاء في غزة لمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان ربما يحتفل به العالم تحت شعارات مليئة بالأمل وبإجراءات طبية أفضل لمرضى السرطان حول العالم لكن في قطاع غزة تقف هذه الفئة من مرضانا لتصرخ بما تبقى بها من قوة أن أوضاعهم الصحية والإنسانية لا يمكن أن يكون معها أمل في الحياة والشفاء التام فالحصار خانق وحلقاته تشتد.
وأشار إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي غير القانوني وتحكم الاحتلال في حركة معبري بيت حانون و كرم أبو سالم يجعل من معبر رفح البري شريان الحياة لقطاع غزة إن إغلاقه يؤثر بشكل خطر على الخدمات الصحية،وبين أن إغلاق المعبر سبب اضطراباً جديداً في الأرصدة الدوائية وصل إلى نفاد 141 صنف من الأدوية و 470 صنف المستهلكات الطبية من القائمة الأساسية، إضافة إلى حرمان ما يزيد عن 500 حالة مرضية لا زالت رقمًا في قائمة طويلة تنتظر بفارغ الصبر أن يسمح لها في أي لحظة بالخروج عبر معبر رفح البري وطالب خلف المجتمع الدولي بالخروج عن دائرة الصمت غير المبرر و الانتصار لمبادئه المنادية بحقوق الإنسان و الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصاره غير القانوني عن قطاع غزة، ودعا مصر إلى فتح المعبر، ودعا الأشقاء العرب والمسلمين وأحرار العالم لدعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتعزيز الأرصدة الدوائية و المحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية، مطالبًا المنظمات الدولية والإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية لبذل الجهود المكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي والمحروقات وتأمين حاجات القطاع الصحي لمواجهة التهديدات والتحديات.