التغذية السليمة في مرحلة الطفولة المبكرة

توصل تقرير جديد لـ"البنك الدولي" إلى أن أجيالًا من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستلحق بهم أضرار دائمة ما لم تُتخذ تدابير منسقة لزيادة القدرة على الحصول على عوامل التنمية الرئيسية في مرحلة الطفولة المبكرة.
 
 وأعلن تقرير، بعد جمع بيانات من 12 بلدًا، عن أن هناك عجزًا خطيرًا في تنمية الطفولة المبكرة وتباينات ضخمة تعرقل تقدم المنطقة، ويعرض إرشادات توجيهية للسياسات لتضمن أن جميع الأطفال يستطيعون تحقيق كامل إمكاناتهم.
 
وأشارت دلائل متزايدة إلى أن الطفولة المبكرة هي أكثر المراحل حسمًا في التنمية البشرية، وأن الرعاية أثناء الحمل والتطعيمات والتغذية السليمة والتنمية الإدراكية والعاطفية والاجتماعية للطفل هي الأساس للنجاح لاحقًا في المدرسة وفي الحياة كإنسان بالغ.
 
ويحدد التقرير أوجه النقص الملموسة في كلٍ من هذه المكونات الحيوية في أنحاء المنطقة، فطفل واحد من بين كل 40 طفلًا يموت في عامه الأول وذلك في الغالب لأسباب يمكن منعها، وخُمس الأطفال متقزمون بسبب سوء التغذية ما يهدد ملايين الأطفال بخطر الإعاقة التعليمية وقلة الفرص، و48 في المائة فحسب يتناولون الملح المضاف إليه اليود وهو مادة أساسية للتنمية الإدراكية.
 
ويبلغ معدل القيد في سنوات ما قبل التعليم الابتدائي 27في المائة أي نصف المتوسط العالمي.
 
ونوهت مديرة مجموعة الممارسات العالمية المعنية بالتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي والمؤلفة الرئيسية لهذا التقرير صفاء الكوجلي، إلى أن التباينات تبدأ في السنوات الأولى من الحية وحالما تترسخ تصبح إزالتها أكثر تكلفة وصعوبة، حيث لا يمكن عكس الكثير من النتائج.
 
وأضافت: "يظهر بحثنا أن الأطفال المحرومين هم الأقل احتمالًا لأن يحصلوا على مساندة تنموية، سواء في البلدان الفقيرة أو الأكثر تقدمًا في المنطقة، وهو ما يؤثر على فرصهم طوال حياتهم. أما الخبر السار من التجربة العالمية فهو أن الإجراءات التدخلية، وخاصة للأطفال المحرومين، يمكن أن تحقق أثرًا هائلًا وتحدث تغييرًا جذريًا في حياة الملايين من الأطفال وتؤثر على مسارات التنمية في البلدان المعنية."
 
وصدر التقرير أمس أثناء مؤتمر يشترك في استضافته في الرباط "البنك الدولي" و"المرصد الوطني للتنمية البشرية المغربية".
 
وحضر المؤتمر مندوبون حكوميون على مستوى عالِ من مختلف أنحاء المنطقة إلى ممثلين عن المنظمات الإنمائية والمانحين والمجتمع المدني والدوائر الأكاديمية، وسيكون من بين المتحدثين في المؤتمر وزير التعليم المغربي ورئيس المرصد الوطني رشيد بلمختار والمدير الأول لمجموعة الممارسات العالمية المعنية بالتعليم في البنك الدولي كلوديا كوستين، والهدف العام للمؤتمر هو استعراض نتائج التقرير وتبادل الخبرات وتحديد أسلوب المضي قدما بدوافع محددة بوضوح واستنادا إلى الدلائل المتاحة.

وأوضح التقرير أن التركيز على النمو الاقتصادي فحسب لن يكفي لمعالجة أوجه القصور الكثيرة، فالأمر يتطلب إجراءات تدخلية مستهدفة لمعالجة الأبعاد المختلفة لتنمية الطفولة المبكرة تتضمن: التوسع في الرعاية أثناء الحمل وبعده، وتحديد الأطفال المعرضين للخطر بسبب ضعف النمو، ومتابعة صحتهم ودعم تغذيتهم للحد من احتمالات التقزم والإعاقة في التنمية العقلية.