لندن ـ كاتيا حداد
يعتبر سيلان الأنف والسعال والحمى الخفيفة من الأعراض الواضحة لنزلات البرد, ولكن بالنسبة للأطفال، يمكن أن تكون علامات على شيء أكثر خطورة وربما يهدد حياتهم.
فالتهاب القصيبات الذي يصيب الرئة أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لدخول الرضع المستشفيات في أشهر الشتاء، وارتفاع حالات الطوارئ بنسبة 60 % خلال العقد الماضي.
وتكشف الأرقام الأحد, عن قبول أكثر من 32 ألف طفل في المستشفى كحالات طارئة في شتاء عام 2013، بعد أن بلغت 20 ألفًا قبل 10 أعوام.
ويتعرض الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة لخطر أكبر بشكل خاص، بسبب ذلك مشاكل في الجهاز التنفسي على المدى الطويل مثل الربو.
وبيّن الأطباء أن ارتفاع معدلات دخول المستشفيات في الشتاء تسهل من نشر الفيروس المسؤول عن التهاب القصيبات من خلال سعال وعطس الآخرين. لكنهم يحذرون من أن الآباء كثيرًا ما يخطئون في حال تأخير زيارة الطبيب حتى تصبح الحالة خطيرة.
وصرح طبيب الأطفال الاستشاري في "بارنت" ومستشفيات "تشيس فارم" شمال لندن، الدكتور سو لوران أن الفيروس يشبه فيروس "الأنفلونزا", ويمكن أن يكون أكثر خبثًا من سنة واحدة لأخرى, وتابع "لقد كان الشتاء سيئا بشكل خاص، مسببًا التهاب القصيبات للأطفال الرضع وهم يحتاجون إلى الرعاية الصحية في المستشفيات".
وأضاف سولوران "غالبًا يرى الآباء طفلهم لديه السيلان في الأنف والسعال ودرجة حرارته مرتفعة ويعاني من سرعة في التنفس وقد يتأخرون عن الذهاب إلى الطبيب".
ويعتبر التهاب القصيبات هو التهاب في الشعب الهوائية الصغيرة أعمق الرئتين، ولا ينبغي الخلط بينه وبين التهاب الشعب الهوائية والتي تنجم أساسًا من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، الذي ينتشر عن طريق قطرات صغيرة من سائل السعال أو العطس.
وتصبح الهوائيات الأصغر في الرئتين، وتسمى القصيبات، مصابة وملتهبة، وتقيد كمية الهواء التي تدخل الرئتين ما يزيد من صعوبة التنفس, وتشمل مضاعفات الجفاف، والالتهاب الرئوي في حالات نادرة.
والتهاب القصيبات شائع بين الأطفال الرضع ولكن عادة ما يكون خفيفًا ولا يتطلب أي علاج, ومع ذلك، تشمل علامات التحذير بأن الطفل يحتاج إلى عناية طبية عاجلة, ومص في الصدر كمحاولة للتنفس, أو تحول الشفتين أو اللسان إلى اللون الأزرق.
ويزيد التدخين السلبي من الخطر، فضلًا عن عدم الرضاعة الطبيعية، إذ تساعد الأجسام المضادة في حليب الثدي على توفير المناعة.
شارك الدكتور لوران بنشاط في حملة "أكثر من نزلة برد"، للتوعية من مخاطر التهاب القصيبات مدعومة من الجمعيات الخيرية بما في ذلك مؤسسة الرئة البريطانية الخيرية.
وكشفت دراسة استقصائية ضمت 20 ألف عائلة، عن أن نسبة 42 % فقط من الذين لديهم أطفال دون سن الخامسة على علم بالتهاب القصيبات.
وأبرز لوران "التوعية لا تزال منخفضة بشكل مخيف، في حين أن التداعيات طويلة الأجل نادرة، وهناك صلة بين التهاب القصيبات والربو، ناهيك عن الضغط الذي تعاني منه أفراد الأسرة أثناء تواجد طفلك في المستشفى".
وتحدثت كلير واتكنز، من الداعمات للحملة، عن معاناتها مع ولديها التوأم أوسكار وجوزيف بعد إصابتهما بالتهاب القصيبات المتطور خلال 24 ساعة، وقضت العائلة 6 أيام في المستشفى، إذ وضع جوزيف على جهاز لمساعدته في التنفس.
وأوضحت كلير، البالغة من العمر 41 عامًا، أنها لم تسمع عن التهاب القصيبات قبل أن يمرض طفليها, فهناك الكثير من الناس يجهلون تلك المخاطر.