واشنطن ـ يوسف مكي
وجد العلماء أن الحفاظ على الروابط الاجتماعية في الشيخوخة قد يكون أكثر أهمية للصحة من الحفاظ على الرشاقة، فكونك عضوا في نادي الكتاب قد يمدد حياتك بعد التقاعد، كما تشير البحوث.
وقد تتبع الخبراء مجموعة من الرجال والنساء الإنجليز خلال السنوات الست الأولى من التقاعد، فوجدوا أن كلما انتمى المتقاعدون للفئات الاجتماعية بعد أن توقف عن العمل، كلما انخفض لديهم خطر التعرض للموت المبكر.
وكان الناس الذين انضموا لأندية جديدة بعد التقاعد أقل عرضة للموت في وقت مبكر، وفقا للنتائج التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة، وهي مجلة طبية في المملكة المتحدة.
وكتب الباحثون من جامعة كوينزلاند في أستراليا: "التقاعد عن العمل يشكل مرحلة انتقالية كبيرة في الحياة، حيث أن معظم الناس يختبرونها في مرحلة ما خلال حياتهم، مما يشكل تحديات كبيرة على الصحة والرفاهية".
وقد وجدت دراسات سابقة أن ما يصل إلى 25% من المتقاعدين حديثا حدث لديهم انخفاض كبير في الصحة في وققت قريب بعد التخلي عن العمل.
ويعتقد أن هذا يكون بسبب العزلة الاجتماعية التي لها أثر عميق على الصحة، وخاصة زيادة خطر الخرف والاكتئاب والتدهور المعرفي.
وقد كتب الباحثون أن المحافظة على عدد العلاقات الاجتماعية القوية بين الناس خلال التقاعد، يكون له اكثر من تأثير على العمر المتوقع من ممارسة الرياضة البدنية، والتدخين أو الشرب.
ودرس الباحثون بيانات 424 من البالغين الإنجليز، الذين كانوا يتتبعونهم لمدة ست سنوات بعد التقاعد، تم قارنوهم مع مجموعة ثانية من الناس الذين لا زالوا يعملون، مع مطابقة العمر والجنس، والصحة.
وطلب من كل مشارك ذكر عدد المنظمات المختلفة التي ينتمون اليها، بما في ذلك مجموعات الترفيه مثل نوادي الكتاب، جمعيات المجتمع مثل الكنيسة أو الجمعيات النسائية والنوادي الرياضية، أو المنظمات المهنية مثل نقابات العمال.
وقد وجد الباحثون أن 6.6% من المتقاعدين لقوا حتفهم في السنوات الست الأولى بعد أن أنهوا العمل.
وكان أولئك الذين قد حافظوا على اثنين من أعضاء المجموعة زاد لديهم خطر الوفاة في السنوات الست الأولى من التقاعد بنسبة 2%، وأولئك الذين تخلوا عن مجموعة واحدة لديهم خطر 5% من الموت، وأولئك الذين توقفوا عن كلا الفريقين كان الخطر بنسبة 12%.
أولئك الذين حافظوا على مجموعتين لكن انضموا لناد واحد جديد شهد لديهم خطر انخفاض الموت إلى 0.95%، وأولئك الذين انضموا لمجموعتين جديدة كانوا 0.41% فقط عرضة للوفاة.
وقيم الباحثون أيضا ما إذا كانت التغيرات في مستويات النشاط البدني قد أثرت على خطر الموت، فوجدوا أنه إذا كان الشخص يمارس مرة واحدة في الأسبوع قبل تقاعده وحافظ على هذا التردد بعد التقاعد، كان لديه فرصة 3% أن يكون من الذين يموتون في السنوات الست المقبلة، وفرصة 6% عند انخفاض وتيرة الرياضة الى اقل من مرة أسبوعيا وفرصة 11% إذا توقفوا عن الممارسة تماما.
وكتب الباحثون: "وبناء على ذلك، يمكننا أن نرى أن آثار النشاط البدني على الصحة كان مماثلًا لتلك التي ترتبط بالحفاظ على عضوية المجموعة القديمة ووضع أخرى جديدة".