لندن ـ سليم كرم
كشفت نتائج دراسة جديدة أن النساء اللواتي يعانين من فرط نشاط في الغدة الدرقية يرتفع لديهن خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 11%، وعلى النقيض فإن النساء اللواتي يتمتعن بصحة مثالية للغدة الدرقية يقل لديهن خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 8%. وتوفر النتائج رؤية جديدة في عوامل الخطر لسرطان الثدي، وأفاد معد الدراسة الدكتور من مستشفى جامعة "ارهوس" في الدنمارك مات سوجارد، بأنه "يمكن أن يكون للمستويات العالية من هرمون الغدة الدرقية نفس نتائج زيادة هرمون الاستروجين، وهو ما قد يفسر أن فرط نشاط الغدة الدرقية يرفع خطر الاصابة بسرطان الثدي".
ويعتبر فرط نشاط الغدة الدرقية حالة شائعة نسبيا، تنتج فيه الغدة الكثير من هرمون الثيروكسين، وهذا الاضطراب يسرع عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي الى خسارة مفاجئة في الوزن، وعدم انتظام ضربات القلب والعصبية وأعراض أخرى، وفي المقابل فان النساء اللواتي يعانين من ضعف في الغدة الدرقية لا تنتج أجسامهن ما يكفي من بعض الهرمونات الهامة.
واستخدم فريق من العلماء الدنماركيين سجلات وطنية لتحديد النساء اللواتي يعانين من فرد في نشاط الغدة الدرقية أو خمول بين عامي 1978 و2013، وقدر الفريق أن فرط النشاط يرفع من خطر الاصابة بسرطان الثدي على بيانات أكثر من أربعة ملايين امرأة. وحدد العلماء حوالي 61 ألف امرأة تعاني من قصور في الغدة الدرقية، و80 ألف يعانين من فرط في نشاطها، ووجدوا أن زيادة النشاط عرَضهن للإصابة بسرطان الثدي، ويشير الدكتور مات "تؤكد نتائجنا على أهمية رفع الواعي بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يعانين من فرط في نشاط الغدة الدرقية ويتوجب زيادة فهمنا للخطر المحتمل".
وأضاف مات "تنبين النتائج المخبرية ان الهرمونات الجنسية مثل الاستروجين تلعب دورا هاما في انتشار خلايا سرطان الثدي". وأوضحت تقديرات هيئة الخدمات الطبية البريطانية أن ما يقرب من بين 50 امرأة في بريطانيا يعشن مع فرط في نشاط الغدة الدرقية، وتشير أيضا الى أن قصور في عمل الغدة الدرقية يؤثر على 15 امرأة من أصل 1000 امرأة، ووفقا للجمعية الأمريكية للغدة الدرقية، فان واحدة من بين ثماني نساء ستعاني من اضطراب في الغدة الدرقية طوال حياتها. وتقدر جمعية السرطان الأميركية أن 231 ألف حالة جديدة من سرطان الثدي تكتشف سنويا في أميركا، فيما حوالي 50 ألف امرأة تشخص بنفس المرض في بريطانيا سنويًا.