شارع أوكسفورد

كشفت دراسة بريطانية، أن شارع أوكسفورد، تّعد أكثر الشوارع صخبًا في المملكة المتحدة، لوجود العديد من المحال التجارية، ولذلك فإن هذا الشارع، يُمثِّل خطرًا على حسابات الأشخاص نتيجة البضائع والمصنوعات التي يريد أي شخص شرائها.
ولفتت الدراسة إلى، أنه يعتبر أكثر الشوارع تلوثًا، وذلك لزيادة نسبة "النيتروجين" الناتج عن عوادم السيارات، وغيرها مما يؤدى إلى الإصابة بمرض الربو والنوبات القلبية، حيث أنّ تلك المادة الكيميائية تزعج بطانة الرئة، وتؤدى إلى الإصابة بالتهابات الرئة، والتي يصاحبها أعراض معروفة، مثل السعال، وصعوبة التنفس، ونزلات البرد، والتهاب الشُّعب الهوائية.
وأوضح الدكتور ديفيد كارسلو في جامعة لندن الملكية، أن "مستوى التلوث في هذا الشارع من أعلى معدلات التلوث في العالم، حيث أنّ نسبة التلوث به تزيد بنسبة ثلاثة أضعاف عن النسبة المسموح بها"، مبينًا أنها "تفوق بثلاثة أضعاف الحد الأقصى للسلامة الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي".

وعقدت الدراسة، مقارنة بين شارع أوكسفورد، وأكثر المدن تلوثًا كمدينة دلهي ومومباي، حيث بلغت نسبة "النيتروجين" فيها 62 ميكروغرامًا لكل متر مكعب من الهواء، بينما شارع أكسفورد بلغت نسبة "النيتروجين" فيه 462 ميكروغرامًا لكل متر مكعب من الهواء، أي ثلاثة أضعاف النسبة المسموح بها، مما يجعله الأكثر تلوثًا بين تلك المدن.
وأكَّد الرئيس التنفيذي لشركة "نهاية الغرب الجديد" ريتشارد دينكسون، والتي تُمثِّل التجار في هذا الشارع، في حوار له، أن "التجار يعملون عن كثب مع المسؤولين لمحاولة الحد من حركة المرور"، موضحًا أنه "تم بالفعل تقليل عدد الحافلات، واستخدام محركات هيجينية، للتصدي لمشكلة التلوث التي تودي بحياة ما يقرب من 30 ألف شخص كل عام، بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي الناجمة عن تلوث الهواء".
وشدد مُؤسِّس ومدير "الهواء النظيف" في لندن سايمون بيركيت، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وصارمة، ضد أي شخص يقوم باستخدام سيارات متهالكة ينتج عنها عوادم مسرطنة، وغازات سامة، لا يستطيع الإنسان التواجد في مثل هذا المكان أكثر من ساعة واحدة طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتواجه بريطانيا، غرامات مالية من المفوضية الأوروبية، تصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني، وذلك لفشلها في الحد من المستويات العالية من التلوث في شوارعها، رغم وجود تحذيرات مسبقة، إلا أنها كانت غير مجدية.
وذكر التقرير، أنّ بريطانيا ردت على ذلك ، بأن الجو في لندن في حالة تحسن مستمر، حيث إن نسبة "النيتروجين" انخفضت بنسبة 20%، وأنه تم تخفيض نسبة سكان مناطق قريبة من تلك العوادم والغازات السامة، إلى النصف، لكن هناك الكثير من الإجراءات المفترض القيام بها لحل تلك المشكلة، وهذه التدابير ستلقى بالفوائد البيئية والاقتصادية على لندن، وستجعلها من أهم وأفضل المدن للزيارة، أو العمل أو العيش فيها على حد سواء.