دبي ـ محمد الأحمد
يُعد جراح القلب ومدير قسم جراحة القلب "الروبوتية"، والجراحات طفيفة التوغل في كلية الطب في جامعة شيكاغو الدكتور حسام بلخي، من الأطباء القلائل على مستوى العالم المؤهلين لإجراء هذا النوع من العمليات، إذ أجرى أكثر من 700 جراحة "روبوتية" في السنوات الأربع الماضية، ويسافر بلخي بصورة منتظمة إلى العديد من دول العالم كاليابان والبرازيل وغيرها، وذلك لإنقاذ حياة الكثيرين ممن يعانون أمراض القلب، كما يخصص جزءاً من وقته لتعليم عدد من الأطباء تقنيات استخدام هذا النمط الجراحي المبتكر لنشره في دول العالم المختلفة.
يُشار إلى أن الإعلام الأميركي انشغل في الفترة السابقة بقصة ستيفن هود، رجل الأمن في إحدى جامعات شيكاغو ، والذي خضع لجراحة المجازة التاجية (وهي عبارة عن تقنية جراحية تستخدم للحد من الوفيات الناجمة عن أمراض الشرايين التاجية)، عن طريق تقنية الروبوت. وأكثر ما كان لافتاً في هذه الجراحة هي أن الأطباء لم يضطروا إلى فتح صدر المريض وبالتالي التخلص من الأعراض الجانبية المتمثلة في الأضلاع المكسورة والحاجة إلى إنعاش القلب اصطناعياً.
وكان هود يعاني من انسداد في الأوعية الدموية بنسبة 85%، الأمر الذي جعله في وضع صحي حرج للغاية ورفع من خطر إصابته بخطر نوبة قلبية. وقد أجرى الجراحة الدكتور حسام بلخي، جراح القلب ومدير قسم جراحة القلب الروبوتية والجراحات طفيفة التوغل في كلية الطب في جامعة شيكاغو، وأحد أشهر أطباء العالم المعروفين في مجال جراحات القلب باستخدام الروبوت الآلي.
و أكد قائلاً: "شهدت جراحات القلب المفتوح في الآونة الأخيرة قفزات نوعية جعلت إجراءها ممكنا دون الحاجة إلى فتح صدر المريض. إذ يمكننا الآن إصلاح الصمام التاجي واستبدال الشرايين من خلال الروبوت وتجنب نشر أضلاع الصدر والاكتفاء بعمل فتحات لا يتجاوز قطرها السنتيمتر الواحد أو سنتيمتر ونصف كأبعد تقدير. ويعتمد هذا النمط من الجراحة على براعة الطبيب نفسه في التحكم بالروبوت والتي تعد بحد ذاتها تحد قائم يتطلب أعلى درجات المهنية".
من جانبه يُظهر ستيفن هود سعادة بالغة بسرعة تماثله للشفاء والعودة إلى حياته الطبيعية، حيث عاد إلى مزاولة أنشطته الرياضية اليومية كركوب الدراجة بعد الجراحة بأربعة أسابيع فقط، الأمر الذي كان يعد ضرباً من المستحيل لو أجريت العملية بالطريقة التقليدية المتعارف عليها.
وأردف الدكتور بلخي: "يستطيع المرضى أن يستعيدوا صحتهم سريعاً ويعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية بفترة قياسية، ما من شأنه أن يثبت أن الجراحة باستخدام تقنيات الروبوت أفضل طريقة لتحقيق الفعالية المطلوبة والوصول إلى النتيجة المرجوة من خلال تبسيط العمليات الجراحية وجعلها أقل خطورة، إذ يشعر المريض بألم أقل ومضاعفات محدودة. وأستطيع أن أؤكد من خلال خبرتي الطويلة في توظيف هذه التقنيات في كافة عملياتي الجراحية، أن هذا النوع من الجراحة يعد الممارسة الأفضل للرعاية الصحية مستقبلاً".
هذا وتعمل الإمارات على الاستفادة من كافة المعطيات التكنولوجية الحديثة أينما وجدت على الصعيد الدولي من خلال التعاون مع مزودي الخدمات الطبية الرائدين في هذا المجال. وفي هذا السياق تقدم جلف كير إنترناشونال للمرضى من دولة الإمارات تسهيلات كبيرة عند تلقيهم العلاج خارج بلدهم وتأكيد أن هذه العلاجات تواكب أحدث الخدمات العالمية في هذا الإطار لا سيما عند تحويلهم إلى كلية الطب في جامعة شيكاغو الأميركية.