الطحالب

توصل العلماء إلى دواء يحتوي على سائل الطحالب يحقن في الدم ويقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويجري اختبار العلاج على المرضى الذين يعانون من مرض الرجفان الأذيني، وهو عبارة عن اضطراب في إيقاع القلب يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لخمس مرات.

ويصيب هذا المرض ما يقرب من مليوني شخص في بريطانيا، ويتطور عندما يختل النشاط الكهربائي في القلب ويتسبب في الإيقاع غير المنتظم لعضلة القلب، ولم يعرف بعد سبب هذا المرض على الرغم من أن الأطباء يعتقدون بأن ضغط الدم والتهابات الصدر وفرط الغدة الدرقية وشرب الكثير من الكافيين والكحول من الأسباب التي تؤدي له، ويؤدي هذه الرجفان الأذيني إلى حدوث جلطات تنتقل عبر الأوعية الدموية الضيقة التي تغذي الدماغ، مما يسبب انسدادها وحدوث السكتة الدماغية.

وتشمل العلاجات الشائعة لمرض الرجفان الأذيني الوارفارين الذي يقلل تشكل الجلطات وينظم عمل القلب، أو باستخدام تقنية جديدة تستهدف عضلة القلب بإرسال إشارات كهربائية لها، فيقوم الأطباء بزرع أنبوب مرن يسمى القسطرة في شرايين الفخذ أو المعصم وربطها بعقدة جيبية أذينية في الأذين الأيمن، وتنتج هذه العقدة النبضات الكهربائية التي تحدد معدل القلب وإيقاعه.

ويسبب الرجفان الأذيني نبضات قلبية غير منتظمة، مما يعني عدم انتظام في ضخ الدم إلى باقي الجسم، ويتعرض مريض من بين 50 مريضًا مصابين بهذا المرض لحدوث نزيف خطير، وتحتاج نصف الحالات المصابة بهذا المرض إلى علاج دائم.

ويمكن أن يكون العلاج الجديد حلًا للمرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني، وخصوصًا إذا فشلت الخيارات العلاجية الأخرى، وكانوا معرضين لمخاطر عالية للإصابة بالسكتة الدماغية، ويستخدم العلاج ضوء الليزر لاستهداف وتدمير الخلايا العضلية مما يساعد على توليد النبضات الكهربائية في العقدة الجبينية.

وتوصل العلماء من جامعة ميشيغان إلى جزيئات صغيرة جدًا يتم إدخالها إلى الجسم وملؤها بسائل سبيرولينا وهو شكل من أشكال الطحالب التي تعيش على أسطح البرك الرائدة وتتفاعل مع الضوء، وهذا نوع من العلاج يسمى بالصورة الديناميكية التي تنشط من خلال الضوء، وأجريت العديد من الدراسات على الفئران، واكتشف العلماء أن الجسم يستطيع امتصاص الدواء في غضون ساعات.

وينتج عن تفاعل الضوء مع السائل وامتصاص عضلة القلب له تفاعل كيميائي يدمر الخلايا المسؤولة عن التسبب في اضطراب إيقاع القلب.

وأفاد المدير الطبي في مؤسسة القلب البريطانية البروفيسور بيتر ويسبيرغ: "هذه تقنية جديدة لقتل الخلايا المسببة لاضطراب إيقاع القلب، وترك الخلايا السليمة بدون أن تتعرض للأذى، وهناك الحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لضمان أن تكون هذه الآلية آمنة وفعالة لدى المرضى من البشر".