مشكلة العقم

توصل العلماء إلى وسيلة جديدة لعلاج العقم عند الرجال، عن طريق صاعق في حجم الهاتف المحمول تقريبًا، حيث يرسل نبضات خفيفة من الكهرباء، والتي يعتقد أنها تحفز إنتاج وحركة الحيوانات المنوية.
 
ويعمل الجهاز على فكرة شحنة كهربائية إيجابية من الجهاز، حيث أن الحيوانات المنوية لديها بشكل طبيعي شحنة كهربائية سالبة، تزيد من تركيز الحيوانات المنوية وتوجهها من الخصيتين، حيث يتم إنتاجها، إلى السائل المنوي.
 
 واختبر الباحثون في مركز شيبا الطبي في "إسرائيل" هذه التقنية في دراسة أجريت على الحيوانات، فوجدت أن حمل الجهاز بالقرب من كيس الصفن يزيد من تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 200 إلى 1600%، والحيوانات المنوية التي وجدت خارج الخصيتين وداخل الأنابيب المعروف باسم البربخ، تنضج.


 
 وتجرى اختبارات العلاج على 10 رجال ممن يعانون من العقم بسبب انخفاض مستوى الحيوانات المنوية. حيث يعرف العقم بأنه عدم قدرة الزوجين على الإنجاب على الرغم من وجود جنس منتظم دون وقاية. وفي معظم حالات العقم عند الذكور، المسألة هي إما إنتاج أو حركية (القدرة على السباحة) عند الحيوانات المنوية. كما أن انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف نوعيتها هو السبب في العقم في حوالي واحد من كل خمسة أزواج ممن يعانون من مشاكل الخصوبة في بريطانيا، وأحد العوامل المساهمة في زيادة النسبة إلى 25%، وفقا لنظام التأمين الصحي.
 
 وأوضح الباحثون أنه يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة لمشاكل في آلية القذف، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون أو باعتبارها من الآثار الجانبية لبعض الأدوية. بينما هناك علاج لهذه الأسباب، حيث لا يوجد دواء لانخفاض عدد الحيوانات المنوية، لذلك يعتبر الخيار الوحيد هو خضوع المرأة لعملية تلقيح داخل الرحم، حيث يتم استخراج الحيوانات المنوية بشكل فردي من عينة من السائل المنوي وإدراجها مباشرة في رحمها، ولكن علاج التحفيز الكهربائي الجديد يعد أكثر فاعلية لأنه غير مؤلم.
 
 وتطلق النبضات الكهربائية من خلال العديد من الأقطاب الكهربائية الموجودة داخل الجهاز، ويتم تشغيله مرة واحدة لوضعه على كيس الصفن. ويقول الباحثون على تجربة التكنولوجيا الآمنة أنها تكفي للاستخدام لعدة أشهر دون الإضرار بالحيوانات المنوية.
 
 وأظهرت الدراسات أن الفولتية العالية من الكهرباء يمكن أن تتداخل مع هيكل الحيوانات المنوية وتدمر بعض وظائفها، ولكن على مستوى تلك الكهرباء المنبعثة من هذا الجهاز فهي أقل من ذلك بكثير. حيث يستطيع 10 رجال مع أي مستوى ملموس من الحيوانات المنوية في السائل المنوي أن يستخدموا الجهاز يوميا لمدة عام، وستؤخذ عينات من المني العادي لاختبار عدد ونوعية الحيوانات المنوية الخاصة بهم. الخطة هي أنهم سيكونون قادرين على الحمل بشكل طبيعي، أو حيواناتهم المنوية يمكن استخدامها في عمليات التلقيح الاصطناعي.
 
وقال الفيزيولوجي ورئيس عيادات كير للخصوبة البروفيسور سيمون فيشل، تعليقا على هذه الأبحاث، "إنه بحث مثير جدا للاهتمام. ومن شأن هذا الجهاز مساعدة الأزواج على الحمل، ولكن التقييم الدقيق جدا للزوجين الذين يعانون من العقم أمر حيوي".
 
 وأضاف أن العديد من الرجال الذين يعانون من انخفاض الحيوانات المنوية الغير طبيعي، سيكونون قادرين على الانجاب بعد الحمل الطبيعي، في حين أن غيرهم من الرجال لديهم مستويات طبيعية من الحيوانات المنوية يبقون عقيمين لأن الحيوانات المنوية غير قادرة على تخصيب البويضة لسبب آخر، مثل التشوه الهيكلي. وتابع "لذلك، تختلف أسباب العقم اختلافا كبيرًا، وما إذا كان الجهاز الجديد سيحسن فرص الحمل للجميع فهو شيء غير معروف في هذه المرحلة".