واشنطن - رولا عيسى
تبدي بعض الفتيات هوسهن في كل ما يطالعن من أحدث خطوط الأزياء في عالم الموضة، وخصوصًا إذا ارتدته ملكة تلفزيون الواقع كيم كارديشان التي تحرص على نشر صورها باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعية.
تحولت كيم إلى "أيقونة الموضة والإغراء والأنوثة" في العالم كله، يتتبعها كل من الرجال والنساء لرؤية أحدث ما ترتديه من أزياء تكشف عن قوامها الممشوق المعروف بمنحنياته المثيرة، وظهرت كيم في الفترة الأخيرة بصور ترتدي فيها "المشد النائي" أو مايعرف بـ "الكورسيه"؛ لتنحيف الخصر ببعض الإنشات مما يزيد منها إثارة وإغراء.
وبدأت الفتيات "المهووسات" بها بتتبع الموضة التي ارتدتها تحت الفساتين، وذلك على الرغم من أضرارها الخطيرة على الصحة، ومن ضمن تلك الفتيات غابرييلا ديث، طالبة بريطانية تبلغ من العمر 16 عامًا في طريقها لإتمام الدراسة الثانوية.
وتحرص غابرييلا على ارتداء المشد مدة ثماني ساعات تحت فستانها حتى يبدو خصرها أنحف، كما تؤدي تمارين القرفضاء إلى تكبير حجم المؤخرة حتى يأخذ جسمها شكل الساعة الرملية مثل كيم كارديشان، ولم تكن وحدها من تعمل علىذلك، فيشاركها عدد من الفتيات في مثل سنها حتى يحاكين كيم، وذلك على الرغم من أنّ هذه المشدات ربما تسبب تشوه دائم في ضلوع القفص الصدري.
وأبرزت غابرييلا، التي تقطن في منطقة جودستون من مقاطعة سري البريطانية، أنها تستعمل المشد لغرضين، أولهما الحصول على منحنيات تحاكي منحنيات كيم الشهيرة، وثانيهما حتى تبدو نحيفة في الوقت نفسه، مضيفة أنها تنام أحيانًا بالمشد، معتقدة أنّه سيساعدها على أن تعرق كثيرًا، وأن تخسر وزنها الزائد بسرعة.
ويعتمد الآلاف من النساء على ارتداء المشد؛ للحصول على خصر أنحف على الرغم من تحذيرات الأطباء أنّ التضييق على الجزء الأوسط من الجسم؛ يضر الأعضاء الداخلية الرئيسة، كما يتسبب في تلف الجلد وتقييد التنفس.
ولم تكتف غابريلا بالمشد الذي اشترته عقب عيد ميلادها الـ16 في شباط/فبراير الماضي، تسلمت أيضًا قبل بضعة أسابيع مشدًا بحجم أصغر بحيث يقلل حجم الخصر من 24 إنش إلى 10 إنشات، وبدأت تشعر بصعوبة في تناول وجبات الطعام في المدرسة فهي تتمكن فقط من تناول أوراق السلطة، لأن المواد الغذائية الثانية لا تمر بشكل صحيح عبر الجهاز الهضمي.
ولا تهتم بذلك؛ ولكن كل مايشغلها النتائج النهائية لخصر يبدو أنحف الذي بدأت عليه التمارين الرياضية، حتى تتمتع بشكل جذاب عندما تكبر؛ ولكن والدتها أعربت عن قلقلها عند شراء ابنتها المشد الثاني الأصغر حجما، وحذرتها من جميع المخاطر الصحية التي تنطوي عليها هذه المشدات؛ إلا أنّ كل ما يهمها النتائج النهائية، مؤكدةً أنّ المشدات أصبحت منتشرة جدًا بين الفتيات في مثل سنها.
وامتد هذا الاتجاه ليس فقط بين الطالبات؛ بل امتد ليشمل عددًا من الفتيات الأكبر سنًا، مثل جوانا كوستا التي تخرجت من علم الجريمة، البالغة من العمر 27 عامًا وتعمل مستشارة مالية، وبدأت في ارتداء "الكورسيه" الشهر الماضي، مدة تصل إلى أربع ساعات يوميًا.
وتعترف جوانا التي يستلزم عملها الوقوف طوال اليوم، أنّه من المبكر جدًا رؤية النتائج، ويزعجها "الكورسيه" كثيرًا وخصوصًا عند منطقة الصدر والفخذين عندما تجلس، وتعتقد بأنه يستحق كل هذا العناء، وبدأت تعتاد على كونه ضيق للغاية، مضيفة أنّه يبدو مذهلًا، ويظهرها بشكل أفضل من الملابس الداخلية تحت الملابس.
وكل ذلك يدفعنا الى التساؤل عن السر وراء الهوس المقلق للغاية بالحصول على خصر نحيف بقوة خارقه.
ويفسر علماء الأنثروبولوجيا ذلك قائلين، أنّ خصر المرأة كان لقرون عدة رمزًا للأنوثة، ويمكن الرجل من معرفة عمر المرأة الحقيقي؛ لأن حجمه يزداد مع التقدم في العمر، أو معرفة أنها حامل من شخص ينافسه، أما في الأوقات الحديثة فلا يبدو الأمر يتعلق فقط بتنحيف الخصر؛ بل أيضًا بحجمه مقارنة بمؤخرة كبيرة، مثل كيم التي تملك مؤخرة تبلغ ضعف حجم خصرها.
كما أنّ النساء اللائي يظهرن في الأفلام الإباحية على مواقع الإنترنت المختلفة، يملكن مؤخرات كبيرة مقارنة بخصر نحيف للغاية، وهناك عدد من المواقع التي تحمل اسم "الخصور الصغيرة والمؤخرات الكبيرة".
ولفت المدرب وخبير التغذية ماكس سميث، إلى أنّ عددًا متزايدًا من النساء، يطلبن مساعدته في الحصول على خصر أصغر ومؤخرة كبيرة، مبيّنًا "أصبح الخصر الرفيع علامة مهمة على الأنوثة بالنسبة إلى المرأة مثل الأكتاف العريضة بالنسبة إلى الرجال، ويضيف ماكس إن النساء لا تسعى إلى فعل ذلك فقط للتمتع بجاذبية أكبر أمام الرجال؛ ولكن حتى يزداد شعورهن، بالأنوثة.
ونوّه سميث إلى أنّ "الكورسيهات" لها أضرار خطيرة على الصحة، فبعض النساء يرتدن صالة الألعاب الرياضية بـ"الكورسيهات"، مما يضعف العضلات الرئيسة ويوقفها عن العمل، وتمنع شعور العمود الفقري بالاتزان، وتمنع من التنفس بشكل صحيح، وتضع النساء في خطر حقيقي.