القاهرة-شيماء مكاوي
كثرت في الآونة الأخيرة حالات الأخطاء الطبية في مصر والتي يكون ضحيَتها الكثيرين. منهم من يتعرضون للموت، ومنهم من يؤثر سلبيًا على صحتهم.
من ضمن الحالات التي تعرضت للإصابة بالصم والبكم جراء خطأ طبي "هالة رؤوف" (16 عامًا)، والتي كانت مولودة تسمع وتتكلم مثل أي طفلة ولكنها تعرَضت لوعكة صحية خفيفة وأصيبت بنزلة الأنفلونزا تم نقلها للمستشفى، وهناك أعطاها الطبيب حقنة خطأ أصابت عصب السمع، فأصبحت لا تسمع ولا تتكلم مدى الحياة ولا علاج لها.
تقول والدة الحالة الأستاذة دعاء عبد العزيز لـ "العرب اليوم"، "لقد كانت هالة عمرها عامين وكانت مثل أي طفلة بدأت في محاولة التحدث ببعض الكلمات مثل بابا وماما وغيرها من الكلمات وعندما أصيبت بالأنفلونزا الشديدة اضطريت وقتها للذهاب للمستشفى ووقتها أعطاها الطبيب حقنة وقال إنها لعلاج الأنفلونزا ولم يخطر في بالي ولو للحظة أنها ستؤثر على عصب السمع لديها ومرت الأيام بل الشهور ولاحظت تأخرها في الحديث حتى الكلمات التي كانت تنطقها أصبحت تتلعثم ببعض الكلمات الغير مفهومة ووقتها ذهبت إلي عدة أطباء اكتشفوا أن عصب السمع قد أصيب وأصبحت لا تسمع وبالتالي لا تتحدث ولا تستطيع التكلم وعندما ذهبت أبحث عن هذا الطبيب لم أجده فقد غادر البلاد ولا أستطيع فعل شيء سوى تقبل الأمر الواقع".
أما الحالة الثانية فهي للمهندسة هدى فتحي (34 عامًا) والتي تروي قصة تعرضها لمرض الذئبة الحمراء نتيجة إهمال طبي. وذكرت لـ "العرب اليوم"، "كنت حامل في طفلي الثاني ووقتها طلب مني الطبيب إجراء بعض الفحوصات الطبية لمتابعة الحمل وعندما قرأ نتيجة تلك الفحوصات قال لي مجرد كلمة "أنني من المحتمل أن أكون مصابة بتكسير في جهاز المناعة وهذا يشكل خطرا" ثم لم يأخذ أي احتياطات أو إجراء نتيجة تلك النتيجة ومرت الأيام إلى أن بلغ الحمل الشهر الثامن وبعدها جاءتني آلام مبرحة فذهبت إليه فقال لي بمنتهى البساطة الطفلة ماتت في بطنك ولابد من إجراء جراحة، ورفض إجراء تلك الجراحة لي وقال لي: اذهبي إلى أي مستشفى لإجراء نزول الطفلة لأنها ماتت منذ أيام كثيرة مما يؤثر على صحتي وبعد أن استقبلتني مستشفى القصر العيني الفرنساوي جاءني نزيف شديد وتم إجهاض الطفلة وبعد ذلك اكتشفت أنني أعاني من مرض الذئبة الحمراء أو تكسير الجهاز المناعي وإن هذا المرض هو سبب وفاة طفلتي وإن استمرار الحمل وإهمال المرض أدى إلي زيادته وتضخمه بشكل يصعب علاجه كما إن خطورة هذا المرض تكمن في النزيف الذي تعرضت له عند إجهاض طفلتي".
وأضافت هدى "لم أفعل شيئًا مع الطبيب لعدة أسباب أهمها أنه لا عقاب لمرتكبي هذه الأفعال والأطباء أصبحوا ليسوا ملائكة رحمة بل شياطين لا رحمة في قلوبهم. فلو كان هذا الطبيب لديه من الضمير المهني ما يجعله يقول لي أنه من الواجب عدم استمرار الحمل كان أفضل بكثير مما أنا به حاليا، لأنني للأسف أعاني من هذا المرض ولا أجد علاج له ومع تجارب علاج باهظة الثمن لا يجدي العلاج حتى الآن ولا أستطيع أن أفعل شيئا وللعلم مرض الذئبة الحمراء هو مرض "موت"".
وتابعت "توفي الطفل ياسين أحمد مروان، والذي يبلغ من العمر أسبوعين، والذي أجريت له عملية بتر في ذراعه نتيجة الإهمال الطبي داخل أحد الحضانات الخاصة في مدينة كفر الشيخ، كما يقول أهله".
واتهمت الطبيبة آلاء هاشم، والدة الطفل ياسين أحمد عبد الرحمن، مركز حضانة خاص لرعاية الأطفال حديثي الوﻻدة في كفر الشيخ، بالإهمال والتسبب في بتر ذراع رضيعها. وقالت والدة الطفل إن ابنها المولود بتاريخ الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي كان يعاني من التهاب رئوي تطلب احتجازه في إحدى الحضانات تحت التنفس الاصطناعي.
ولكن بعد سبعة أيام من احتجازه وعندما ذهبوا لزيارة الطفل بالحضانة فوجئوا بوجود أقمشة ملفوفة على يده وظهور علامات بيضاء، وأخبروهم الأطباء أنها آثار جانبية نتيجة خضوعه للعلاج.
وأشارت إلى أنهم بعد ذلك نقلوا رضيعهم بسيارة إسعاف لعمل إشعاعات طبية وعرضه على طبيب أوعية دموية، تم تشخيص الحالة بجلطة دموية في الذراع تحتاج إلى جراحة بتر عاجلة، مؤكدة أن الجلطة سببها "تركيب أطباء مركز دلتا كانيولا في الشريان بدل الوريد". وعندما تمت عملية البتر الكلي للذراع توفى في اليوم التالي لأنه لم يستحمل عملية البتر للذراع.
وقرر نقيب أطباء كفر الشيخ، الدكتور عمرو أبو سمره، الأربعاء، تكليف رئيس لجنة الشكاوي في النقابة الدكتور إيهاب هيبة، بمخاطبة النقابة العامة للأطباء، بشأن تحويل ملف الطفل "ياسين" ضحية الإهمال الطبي بحضانة الدلتا للنقابة العامة، للوقوف على حقيقة الواقعة ومحاسبة المقصرين.
وتقدَم والد الطفل "ياسين" الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن مروان، بشكوى رسمية لنقيب أطباء كفر الشيخ، حول هذه الواقعة، متهمًا مسؤولي حضانة الدلتا بالإهمال والتقصير، الأمر الذي أدى إلى تعرض الطفل لحالة سيئة نتج عنها حدوث جلطة في الذراع الأيمن للطفل أدت إلى بتر الذراع.
يُذكر أن عددًا من الأطباء، اعتذروا عن الانضمام إلى الجنة التي قرر نقيب أطباء كفر الشيخ، تشكيلها لبحث شكوى والد الطفل، وإعداد تقرير بها، وبناء عليه قرر إحالتها للنقابة العامة.
وقال علاء حسين، والد الطفلة هناء ضحية الإهمال الطبي، تفاصيل الواقعة قائلاً إنه "في البداية دخلت ابنتي إلى عيادة خاصة للدكتور بمنطقة ناهيا ببولاق الدكرور، لإجراء عملية اللوز، واستمرت لمدة ساعة تقريبا مضيفاً إن هناك 3 حالات دخلت العمليات وخرجت وابنتي لم تخرج".
وذكرت "بدأت أتشكك في الأمر إلا أن الأطباء طمأنوني ولكن كانت المفاجأة الكبرى بخروج الطبيب مسرعًا من غرفة العمليات واستدعى سيارة إسعاف لنقل الطفلة إلى أحد المستشفيات وظلت لمدة 48 ساعة في غيبوبة كاملة وبعد الإفاقة لم ترجع إلى حالتها الطبيعية وظهر العديد من التشوهات.
وحررت محضر برقم 19416 ضد الإهمال الطبي المتعمد ولكن حتى الآن يبقى الوضع على ما هو عليه. وهذه الحالات تعتبر نموذج للإهمال الطبي في مصر الذي لا حصر له ويجب أن نقف عندها لكي نحاول إيجاد حل لما يحدث.