بريطانيا تمنع السفر إلى مالي

حذرت السلطات البريطانية، رعاياها من السفر إلى مقاطعات تومباكوتو، وكيدال، وغاو، وموبتي، وأجزاء من كايس وكوليكورو، وسيغاو في مالي، داعية إلى عدم السفر إلى الدولة الأفريقية إلا في حالة الضرورة القصوى، بما في ذلك العاصمة باماكو التي شهدت هجومًا أمس الجمعة واحتجاز رهائن في أحد الفنادق.
وأكدت الخارجية البريطانية، أنَّ "هناك مخاوف من تكرار الهجمات المتطرفة على العاصمة باماكو، فإذا كنت في باماكو عليك أن تتجنب مناطق وتتبع التعليمات الخاصة بالسلطات المحلية".

وأعلنت عن حظر جميع رحلات الطيران المباشرة إلى مالي، ومنع منظمي الرحلات من إطلاق أي رحلة إلى هناك، مضيفة: "يبقى للمواطنين البريطانيين الخيار في زيارة البلاد التي تراها وزارة الخارجية غير آمنة، وسيكون عليهم السفر معتمدين على أنفسهم، وربما تكون هناك مشكلة في حصولهم على تأمين".

وتتواصل أعمال العنف المتفرقة في مالي، بعدما تمكنت قوات العمليات العسكرية الفرنسية، من طرد المقاتلين الإسلاميين شمال البلاد، الذين يرتبطون بتنظيم "القاعدة" منذ 2012 تقريبًا.
وتحذر وزارة الخارجية: "مازال الموقف غير مستقر في مالي وهناك تهديدات كبيرة للسياحة، وقد لا تفرق الهجمات، التي تتضمن الأماكن التي يتردد عليها المغتربون والمسافرون الأجانب".

وأشارت إلى أن "هناك تهديد كبير بعمليات اختطاف انتقامية أو هجمات ضد المصالح الغربية، عقب تدخل القوات الفرنسية الأفريقية في مالي في كانون الثاني/ يناير 2013، وخصوصًا في مناطق الشمال في موبتي، وعلى الرغم من ذلك فإن التهديد موجود في جميع أنحاء البلد".
ولفتت إلى "وجود بعض الهجمات التفجيرية في غاو وكيدال وتيمبوكوتو، ويحتمل وقوع هجمات أكثر، وإن قدرات السفارة البريطانية محدودة في الوصول إلى الخدمات القنصلية، وخصوصًا خارج باماكو". 

ووقعت هجمات متعددة عام 2015، تستهدف الأجانب، ففي 6 آذار/ مارس الماضي، كان هناك هجومًا إرهابيًا على مطعم "لا تيراس" في العاصمة باماكو، وقتل فيه خمسة أشخاص من بينهم اثنان أوروبيان وأصيب 9 آخرون.
وفي 7 آب/ أغسطس كان هناك هجوم مسلح من شخص في مدينة سيفير في منطقة موبتي، وانتهى الهجوم بعد ساعات عديدة متضمنة حصار فندق محلي، وقتل 12 شخصًا بمن فيهم اثنان من جنسيات أجنبية.

وفي 10 حزيران/ يونيو، كان هناك هجوم مسلح شنه شخص على قوات الأمن المالية في مدينة ميسيني بالقرب من الحدود مع ساحل العاج، وقد حذرت وزارة الخارجية من السفر إلى مالي منذ 2012، حيث ارتفع معدل التهديدات المتطرفة في البلد منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2009.
وقبل 2012، كان العديد من منظمي الرحلات، ومن بينهم "وايلد فرانتيرز إكسبلور" و"تراي فيندرز" و"كوكس أند كينجس"، يعرضون الرحلات إلى دولة مالي.

وأفاد مؤسس شركة "فرنتيرز" جون بيبالي، بأنَّ "مالي كانت واحدة من خمس دول توقف عن تقديم عروضها منذ 2011، حيث تم إطلاق النار على سائح ألماني في مقهى في تيمبوكوتو عندما كان في رحلة لمدة ثلاثة أيام هناك، وكان علينا إعادة مسارهم إلى بوركينا فاسو، حيث أن الموقف أصبح منحدرًا هناك، ولم يكن لدينا سبب للعودة هناك مرة أخرى".
وكان حوالي 200 ألف سائح من جميع الجنسيات يزورون مالي حتى 2011، وتقلص هذا العدد إلى 10 آلاف فقط في 2012، وأبرز ملامحها موقع مبنى اليونسكو التاريخي في تيمبوكوتو.

وتقول اليونسكو: "أنه مقر مهيب لجامعة سانكور القرآنية والمدارس الدينية الأخرى، حيث كانت تيمبوكوتو عاصمة ثقافية وروحية ومركزًا لنشر الفكر الإسلامي في الدول الإفريفية في القرنين الخامس والسادس عشر، ويوجد فيها ثلاثة مساجد عظيمة هي: سانكور وسيدي يحيى وديجين غريبر، وتمثل العصر الذهبي لتيمبوكوتو، وعلى الرغم من استعادتها تمامًا، إلا أن هذه الآثار تحت تهديد التصحر اليوم، حيث أن تيمبوكوتو ضمن قائمة المواقع المعرضة للخطر منذ 2012".

وتوجد في مالي ثلاثة مواقع أثرية عالمية هي: ديجين أكبر موقع عالمي لهيكل بالطين، ومقابر أسكيا، وصخور باندياغارا الضخمة، وموطن الدوغون.

وتقع سييغو شمال شرق موباكو والعاصمة القديمة لمملكة بامبرا، وقد كانت أيضًا جزءا من المزارات السياحية، وكان الكثيرون يبحرون من هنا بطول نهر نيجيريا إلى موبتي ثم إلى تيمبوكوتو.
كما أن البلد تعرف بمهرجاناتها الموسيقية بما فيها مهرجان "في الصحراء ـ آوه ديزرت" الذي يعقد لم ينعقد منذ 2013 بسبب الظروف الأمنية.