باريس - مارينا منصف
تعتبر الأرجوحة التي تدار بالبدال الحركي والقاعات التي أقيمت بها حفلات موسيقية تذكارية فضلًا عن متحف الفنون في باريس فإن ذلك يضفي سحرًا خاصًا مع اقتراب حفلات أعياد الميلاد، من عوامل الجذب التي تحمل معها عبق الماضي.
وكان الحي الباريسي بيرسي على مدار أكثر من قرنين من الزمان، يستقطب سكان باريس لقضاء حفلات عيد الميلاد حيث إقامة السهرات والاستمتاع باحتساء الخمر. إلا أن أغلب منافذ الخمور التي كان يرتادها الباريسيون قد تم تدميرها خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من أجل إفساح المجال لبناء مبانٍ إدارية وحديقة لواحدة من المشاريع الضخمة للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران. إلا أنه ومع ذلك، فقد بقيت بعض المنافذ لتصبح أكثر الأماكن سحرًا في المدينة.
ومن بين الأماكن أيضًا التي تحمل معها سحر الماضي، متحف فورينز للفنون والذي استقبل أفضل التشكيلات في العالم للقرن التاسع عشر والقرن العشرين، إضافة إلى أدوات القاعة الموسيقية. وكان مؤسس المتحف هو الممثل السابق وجامع التحف جان بول فيفاند والذي دعا إلى تسميته بالمتحف الحي.
ويضم المتحف أيضًا أرجوحة تدار بالبدال الحركي والتي يعود إنشاؤها إلى عام 1897 في بريطانيـا ولم يتبق منها سوى واحدة أخرى في العالم. حيث تعتمد على إدارة البدال في اتجاه عقارب الساعة والذي تصل سرعته إلى 60 ميلًا بالساعة، وهو ما كان مخيفًا في الماضي بالنظر إلى أنه لم تكن هناك سيارات قد ظهرت.
ولا يجب أن نغفل الحديث عن المرآة السحرية داخل المتحف وكذلك قاعة الرقص البلجيكية التي تم بناؤها عام 1920 ونقلت بواسطة قطار وعلى متن 15 عربة للبضائع. حيث تحتوي على حلبة رقص دائرية ومقصورات دقيقة حول محيطها الخارجي مع آلاف من المرايـا التي تزين كل سطح. ولمزيد من التنوع في الأنشطة خلال أعياد الميلاد، فهناك التزلج على الجليد في باريس بالطابق الأول من برج إيفيل وعلى ارتفاع 57 مترًا. ولمحبي السيرك، فهناك السيرك الخشبي الذي يعد الأقدم في العالم وتم بناؤه عام 1851 في المكان الذي اخترع فيه جول يوتار أرجوحة الطيران.