مدينة فلورنسا الإيطالي

تلقى السياح في مدينة فلورنسا الإيطالي، إنذارات برش المياه من عمدة المدينة، الأربعاء، كجزء من حملة لاستعادة "الديكور" ونظافة المواقع التاريخية، كما طلب من زوار كنيسة سانتا كروس التوقف عن تناول الوجبات الخفيفة في الطرق، قبل أن تقوم مجموعة من عمال النظافة في الشوارع بتفريغها.

وتم اتخاذ تلك الخطوة لمنع الناس من التسلل في جوهرة عصر النهضة، حيث تسببت الأعداد المتزايدة من السياح في تكوين مسارات من القمامة في الشوارع، إذ قالت متحدثة باسم المدينة: "من خلال تنظيف أماكن تناول الوجبات نأمل أن تكون تلك الأماكن رطبة جدًا للسياح للاسترخاء، ولكننا نأمل أيضًا أن تشجع عملية التنظيف السياح على معاملتهم باحترام أكبر، ونحن لا نهدف إلى التضييق على السياح".

وتعد النظافة مشكلة على مستوى المدينة، مع عدم وجود مقاعد عامة في وسط فلورنسا، حيث يشعر السياح بالضجر من بعض القيود في أثناء التجوال في المدينة، ولا تعتبر كنيسة سانتا كروس، التي تحتوي على مقابر مايكل أنجلو، جاليليو وماكيافيلي الموقع الوحيدة التي سترش بالماء.

وخطت تشيزا دي سانتو سبيريتو خطوات أيضًا في رش المياه في وقت الغداء، ويُخطط العمدة لتوسيع استخدام الخراطيم إلى شوارع وسط المدينة - وهو موقع تراث عالمي لليونسكو، إذ يُعد التوازن بين الترحيب بالسياح والحفاظ على جاذبية مناطق الجذب الشعبية هو قضية ملحة لكل إيطاليا.

فيما سجلت أرقام الزوار ارتفاعًا قياسيًا بلغ 56 مليونًا في العام، أي بزيادة قدرها 55 في المائة عن عام 2001، وقد ساعدت مجموعة من الرحلات الرخيصة، والإقامة بأسعار معقولة من خلال مواقع مثل إيربنب، وعدم وجود هجمات متطرفة كبيرة، على تضخم الأرقام، فمدينة فلورنسا وحدها لديها الآن 12 مليون زائر سنويًا.

وأكد عمدة فلورنسا، داريو نارديلا، أنَّه يُقدر السياحة ولكنه يريد أيضًا أن تحترم المدينة، قائلًا: "السياحة مورد ضخم، ولكننا بحاجة لحماية جمال المدينة وإنفاذ القانون، وأفضل استخدام المياه قليلًا  على اتخاذ خطوات في شأن الغرامات".

وأضاف العمدة: " لا يريد الناس أن يروا زجاجات فارغة،  وإذا حصلنا على سمعة سئية بسبب القمامة، فإننا سنفقد السياحة، فنحن نريد أن نجعل الناس تبتعد عن التخييم، وإذا قاموا الجلوس، سوف ترش المياه، وبدلًا من فرض الغرامات، اعتقدنا أن هذا الأجراء كان أكثر أناقة".

وقد أصاب النهج الغامض لإبقاء المدينة نظيفة لسوء الحظ عثرة طفيفة في حرارة الصيف الحارقة، وأردف نارديلا: "ما زلنا نختبر، ولكن قد نضطر إلى استخدام الخراطيم مرة أخرى".

وفي الأعوام الثلاثة الماضية أصبح العمدة نارديلا معروفًا لتدخلاته المبتكرة، وفي عام 2016 قدم لوائحًا تفرض على المطاعم على استخدام منتجات نموذجية من توسكانا بعد أن أصبح قلق بشأن انتشار منافذ الوجبات السريعة التي تستهدف السياح، كما حظر الطلب من قبل ماكدونالدز لفتح منفذ في بيازا ديل دومو التاريخي، مما دفع الشركة إلى رفع دعوى قضائية مقابل 15.5 مليون جنيه إسترليني.