بوغوتا - مصر اليوم
هل فكرت يوماً في زيارة العاصمة الكولومبية بوغوتا، تلك المدينة القديمة التي تحولت إلى عاصمة عصرية؟ هل تحبّين استكشاف المناطق التي تجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ الغني؟ هل ترغبين في زيارة المدينة القريبة من النجوم، لأنها تقع في منطقة جبلية مرتفعة جداً عن سطح البحر؟ هيّا بنا نقوم بجولة على بوغوتا، عاصمة كولومبيا، الوجهة السياحية الجديرة بالاكتشاف، والتي يُطلق عليها لقب مدينة الزمرد الأخضر في البلاد. بوغوتا هي عاصمة كولومبيا ومقاطعة كونديناماركا، وتعتبر أكبر المدن الكولومبية وأكثرها ارتفاعاً مع 2640 متراً، لتعدّ بذلك ثالث أعلى عاصمة في العالم بعد لا باز وكويتو. يبلغ عدد سكانها حوالى 8 ملايين نسمة. إنها المركز الاقتصادي والسياسي لكولومبيا، وتُلقّب بـ “أثينا جنوب أميركا” لكثرة الجامعات والمكتبات فيها.
في المناطق المرتفعة توجد قمّة مونتسيرات، وهي جبل يأتي إليه الزوّار لمشاهدة المنظر الخلاّب للمدينة بأكملها. وفي وسط المدينة، تحتشد المباني التاريخيّة قرب المباني الحديثة، ممّا يُكسب المدينة طابعاً تاريخيّاً. أما قمم الجبال فتبقى مكلّلة بالثلوج طوال العام، علماً أن المنطقة تشتهر ببحيراتها التي تربض حولها أحواض زراعية خصبة.
يُذكر أن مناخ بوغوتا لطيف ومعتدل، وتتبدّل الفصول الجافّة والأمطار خلال العام. تقلّ الأمطار خلال شهرَي حزيران/يونيو وتموز/يوليو، فيما يمتاز شهر آب/أغسطس بشمسه الساطعة ورياحه القويّة.
لا كانديلاريا La Candelaria
اقرأ ايضا
مدينة "بتايا" التايلاندية تجذب العائلات والأفراد بسحرها للتمتع والاسترخاء
عند زيارة بوغوتا، لا تفوّتي أبداً فرصة الذهاب إلى لا كانديلاريا، قلب المدينة القديمة التي استوطنها الإسبان عام 1538 عندما اجتمع مستوطنون ثلاثة في ما يعرف اليوم باسم بلازا دي بوليفار، وقرّروا بناء هذه المدينة حيث الأراضي الخصبة.
تتمتّع هذه المحلة التاريخية بجاذبيّة سياحيّة مهمة وتعدّ الأجمل في بوغوتا، علماً أنه تكثر فيها المنازل والمباني التي تعود إلى الحقبة الاستعماريّة، ولا تزال تحافظ على أسلوبها المعماري القديم، بحيث يضم كل مبنى تقريباً شرفة خشبية تطل على الشوارع المزدحمة. والواقع أنها تضم حالياً نحو 500 جمعية أو مؤسسة فنية، إضافة إلى المتاحف ومراكز الأبحاث والمسارح والجامعات، التي تُعنى كلها بالهندسة المعمارية المميزة التي تغلب على هذا المكان التاريخي.
قصر بوليفار
تم بناء هذا القصر لتكريم سيمون بوليفار الذي كان له دور مهم جداً في تحرير العديد من دول أميركا اللاتينية الرازحة تحت الحكم الإسباني. امتلك سيمون بوليفار هذا القصر لمدة عشرة أعوام، وتحوّل الآن إلى متحف يحوي مقتنيات بوليفار الخاصة. وباتت المنطقة التي تضم القصر مركزاً سياسياً وتاريخياً يتوسطه تمثال سيمون بوليفار. الساحة تعجّ دائماً بالسيّاح والباعة والعازفين والراقصين الذين يؤدّون الرقصات الشعبية، علماً أن معظمهم صغار في السنّ وتبدو عليهم علامات الفقر. كما تُقام في هذا القصر الاحتفالات الرسمية وتُسجّل الوقفات الاحتجاجية.
جبل مونتسيرات Cerrate Monserrate
يعتبر جبل مونتسيرات أضخم الجبال التي تُشرف على مدينة بوغوتا. يرتفع 3152 متراً عن سطح البحر، مما يوفر إطلالات رائعة على العاصمة الكولومبية. يمكن الوصول إلى القمة من طريق السكك الحديد المعلّقة والتلفريك. يشكّل هذا الجبل موقعاً سياحياً مهماً، إذ يضمّ حدائق ساحرة ويشرف على مناظر فاتنة، ويمكن زائره تذوّق بعض المأكولات التقليدية. كما تتربع على قمة الجبل كنيسة تاريخية تعود إلى القرن السابع عشر، وقد أمر ببنائها السيد خوان دو بورجا، الحاكم السابق لكولومبيا. وبالقرب من الكنيسة مطعمان يتيحان للزائر تناول المأكولات الخفيفة والمشروبات، والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة
حديقة بوغوتا النباتية
إنها أكبر حدائق البلاد وأكثرها تنوعاً، وتتوافر فيها نباتات من كل المناطق المناخية في كولومبيا. بالفعل، تضم هذه الحديقة أكثر من 130 ألف نوع من النباتات، ويمكن اكتشافها كلها في يوم واحد بتكلفة لا تتعدّى الأربعة دولارات. تأسر الحديقة زوّارها بالجو الهادئ والجدران الخضراء فتُنسيهم أنهم في مدينة صاخبة.
الحديقة العمودية
لا شك في أن إديفيسيو سانتالايا، المبنى المغطّى بأكمله باللون الأخضر في وسط بوغوتا، هو نموذج عن الحدائق الحضرية المدهشة التي تم إنشاؤها أخيراً. يحتوي المبنى على أكثر من 33 ألف متر مربع من النباتات التي تغطي طوابقه الـ 11 (9 فوق الأرض و2 تحت الأرض)، بما يجعله أكبر حديقة عمودية في العالم. ويستخدم المبنى مياه الأمطار المُعاد تدويرها لريّ النباتات.
نتيجة التعاون بين المصمّمَين، الإسباني بيزاجيسمو أوروبانو وشركة كولومبية، تم الانتهاء من تشكيل هذه الحديقة العمودية في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، بعد ثمانية أشهر من التخطيط، وما يماثلها من العمل الشاق. واليوم، يُقال عن هذه الحديقة إنها “القلب الأخضر لبوغوتا”، وعلامة للاستدامة الخضراء. تشتمل هذه الحديقة على حوالى 115 ألف نبتة من 10 أنواع و5 عائلات مختلفة، اختارها المصمّمون، خلال حملة استكشافية في الغابات المطيرة الكولومبية.
متحف الذهب Museo del Oro
يعتبر متحف الذهب أو متحف “ديل أورو” أحد أشهر المتاحف في أميركا الجنوبية، ويحتوي على أكثر من 55 ألف قطعة من الذهب وغيرها من المعادن النفيسة والكنوز الأثرية والفنية التي تمثل حضارة كولومبيا على مرّ العصور.
تم إنشاء المتحف عام 1939 من جانب بانكو ديلار يبوبليكا، وهو يضم حوالى 34000 قطعة ذهبية و 20000 قطعة من المجوهرات المصنوعة من الحجر والسيراميك والمنسوجات والأحجار الكريمة. وقد يكون “طوف الدورادو” المصنوع من الذهب الخالص أحد أشهر المعروضات في ذلك المتحف.
يتألف المتحف من أربعة طوابق، وفيه غرفة وثائقية وأخرى لعرض المواد التعليمية للمدارس والجامعات، علماً أنه تُعرض في تلك الغرف الفيديوات الوثائقية.
يضمّ المتحف أيضاً مكتبة غنية بالكتب التي تتحدث عن صياغة الذهب وتاريخها في كولومبيا. كما تتوافر في متجر المتحف نسخ مقلّدة عن المجوهرات الموجودة في المعرض، إضافة إلى أقلام تذكارية وهدايا وأوشحة حريرية، وأكواب بتصاميم جميلة تذكّرنا بفترات تاريخية قديمة في القارة اللاتينية.
بحيرة غواتافيتا Laguna de Guatavita
تمتاز هذه البحيرة بجمالها الطبيعي الأخّاذ وتحظى بأهمية تاريخية كبيرة لأنها موطن أسطورة El Dorado المهمة جداً في الثقافة الكولومبية، علماً أنه تم العثور على الذهب حول البحيرة، وصُنعت منه أشهر القطع المعروضة في متحف الذهب.
تقع البحيرة على ارتفاع 3,139 متر، وكانت مكانَ عبادةٍ معروفاً لدى السكان الأصليين، وتحديداً لشعب تشيبشا مويسكا المحلي، الذي كان يعبد رمز مائها. وقد نشأت أسطورة “إل دورادو” نتيجة طقوس تنصيب السكان المحليين لزعمائهم، بحيث كان الزعيم الجديد يغطس في البحيرة وهو مغطّى بتراب الذهب، قبل أن تُلقى إلى جانبه قرابين ذهبية أخرى.
قد يهمك أيضًا:
تعرف على أجمل المناظر الطبيعية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية