الرياض ـ العرب اليوم
تظهر المناظر الطبيعية الفريدة للعلا على مساحة 22561 كيلومترا مربعا ثلاث فترات جيولوجية متميزة تعود إلى نحو ألف مليون عام مضى.ولم تقتصر متعة التعرف على المناطق الجيولوجية الأثرية في "العلا" بالسعودية على علماء الآثار والجيولوجيين، بل أصبح لزوار العلا الآن فرصة للاستمتاع بتنوع المعالم الأثرية والأهمية العالمية للمناظر الطبيعية بالمحافظة من خلال الحجز في أول جولات هليكوبتر ترفيهية بالسعودية.ويقول دون بوير، وهو أحد أوائل الجيولوجيين، الذين سافروا في رحلات جوية بالهليكوبتر قائمة على الأبحاث في العلا، إن الزائرين سوف يمرون بأكثر التجارب إثارة في حياتهم عند رؤية العلا من الجو.
وقال بوير بناءً على أبحاثه عن تضاريس العلا الجيولوجية: "في حين أن الصخور هي أنواع صخرية شائعة في أغلبها، فإن وجود ثلاثة من المناظر الطبيعية المختلفة تماما – الصخور العربية لما قبل العصر الكمبري، والحجر الرملي الذي أُضيف طبيعيا فوقها، ثم البازلت الأسود، الذي تشكل من الانفجارات البركانية - كل ذلك في منطقة واحدة، وهو ما يجعل العلا مميزة للغاية".
أضاف بوير: "لقد خلقت عوامل التعرية الجوية وتغيرات الرياح والمياه تصريفا طبيعيا مثل الوادي، الذي يخترق العلا والأودية شديدة الانحدار المجاورة. لقد نحتت هذه العناصر قمم التلال وخلقت حوافا خشنة من البازلت والتشكيلات الصخرية المثيرة للاهتمام، ستجد مجموعة متنوعة من الألوان ذات القوام المختلف من البازلت الأسود إلى الحجر الرملي متعدد الطبقات. إنها رحلة جيولوجية غير عادية تحبس أنفاسك وتكاد تجعلك تبكي من الإثارة والشعور بالرهبة في بعض الأحيان".
تم تحديد عشرات الآلاف من المواقع الأثرية في العلا وتم التحقيق عن كثب في القليل منها حتى الآن. الفترة الزمنية، التي يغطيها علم الآثار في العلا، تقارب ما لا يقل عن 7000 سنة، بما في ذلك فترة دادان وعصر الأنباط.ويقول بوير: من الواضح أنه كان هناك الكثير مما يحدث حتى في المناطق الصحراوية النائية، وهو ما يقول عنه إنه أمر رائع بالنظر إلى النقص الواضح في الأدلة على وجود مستوطنات قد يكون عاش فيها هؤلاء القدماء.وأضاف بوير: "المناظر الطبيعية، التي نراها اليوم، هي إلى حد ما نفس المشهد، الذي رآه الأشخاص الموجودون هنا من قبل 7000 عام. متعة الطيران فوق هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية -بدلا من المواقع التراثية في أوروبا على سبيل المثال- هو عدم وجود فوضى. المساحات شاسعة في العلا، وتجعلك ترى الأشياء في حالتها الأولية وحالة الحفظ جيدة جدا بشكل عام".
تتوفر رحلات الهليكوبتر بسعر 750 ريالا سعوديا للشخص الواحد وتعمل مرتين في اليوم. وتستغرق الرحلة مدة قدرها 30 دقيقة وتغطي 7 مواقع رئيسية ذات أهمية بما في ذلك جبل الفيل الضخم أشهر تكوين صخري جيولوجي طبيعي في العلا، والحِجر، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو والعاصمة الجنوبية للحضارة النبطية وسكة حديد الحجاز والأعجوبة الهندسية الحديثة قاعة مرايا، أكبر مبنى من المرايا العاكسة في العالم؛ حيث يتلألأ مثل الماس في الصحراء.ستشمل الجولة أيضا الطيران فوق جبل عكمة (المكتبة المفتوحة) ودادان، عاصمة مملكتي دادان ولحيان بالإضافة إلى بلدة العلا القديمة، وهي مدينة من القرون الوسطى تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وذلك قبل الطيران والعودة إلى قرية فرسان.
يذكر أن العلا تقع على بعد 1100 كيلومتر من الرياض في شمال غرب السعودية، وهي منطقة ذات تراث طبيعي وإنساني غير مسبوق.تغطي العلا مساحة شاسعة تصل إلى 22.561 كيلومترا مربعا، وتشمل واحة خصبة وجبالا شاهقة من الحجر الرملي ومواقع تراث ثقافي قديم يعود تاريخها إلى آلاف السنين عندما حكمتها مملكتي لحيان والأنباط. الموقع الأكثر شهرة واعترافا في العلا هو الحِجر وهو أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية.الحِجر هي مدينة قديمة تبلغ مساحتها 52 هكتارا، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسية للمملكة النبطية وتتألف من 111 مقبرة الكثير منها محفوظة جيدا بواجهات متقنة مقطوعة من نتوءات الحجر الرملي المحيطة بالمستوطنة الحضرية.
تشير الأبحاث الحالية أيضًا إلى أن الحِجر كانت البؤرة الاستيطانية الجنوبية للإمبراطورية الرومانية بعد غزو الرومان للأنباط عام 106 ميلاديا.العلا هي أيضا موطن لحضارة دادان القديمة، وعاصمة مملكتي دادان ولحيان، وتعتبر واحدة من أكثر مدن الألفية الأولى قبل الميلاد تطورا في شبه الجزيرة العربية. أما جبل عكمة فيعد بمثابة مكتبة مفتوحة تضم مئات النقوش والكتابات بعدة لغات مختلفة. أيضا بلدة العلا القديمة، وهي متاهة تضم أكثر من 900 منزل من الطوب اللبن تم استيطانها من القرن الثاني عشر على أقل تقدير، وسكك حديد الحجاز وقلعة الحِجر، وهي كلها مواقع رئيسية في قصة لورنس العرب وفتوحاته.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تعرف على أفضل وأهم الأماكن السياحية في سير الضنية
4 وجهات سياحية يمكن السفر إليها للتمتّع والهرب من برد الشتاء القارس