القاهرة ـ محمود حماد
تتمتع حديقة الأزهربطبيعة ساحرة، وهي جنة القاهرة، فيما اعتبرها الخبراء أنها أمل إنعاش السياحة الداخلية، نظراً لموقعها في العاصمة المصرية، وقربها من العديد من المحافظات الكبرى، مثل الجيزة والقليوبية والمنوفية والشرقية وغيرها.
وتعد "حديقة الأزهر" أحدث وأجمل حديقة في القاهرة، مقامة على مساحة 30 فدان، وتقع قرب
قلعة "صلاح الدين"، التي يطلَّ الزائر عليها وهو في الحديقة، ما جعلها مقصداً لمحبي الترويح والمتعة، لاسيما العائلات، ممن يريدون قضاء يوم جميل، بعيداً عن ضجيج الشوارع، والميادين الغاصة بالزحام.
وأوضح الخبير السياحي محمد أمين، في حديث إلى "مصر اليوم"، "الزوار والسياح يهربون من صخب القاهرة إلى الحدائق الخضراء الغنية، والتي منها حديقة الأزهر، حيث يمكن الاسترخاء في أحضان الطبيعة الساحرة، وسط مناظر بانورامية رائعة الجمال للعاصمة"، مشيرًا إلى أنَّ "الحديقة تضم الجدار الأيوبي، المكتشف حديثاً، والذي شيّده صلاح الدين الأيوبي، قبل أكثر من 800 عام".
وأضاف "تمنح المقاهي والمطاعم المنتشرة في الحديقة فرصة مثالية للاسترخاء، والتي تقدم كلها خدمة ممتازة لروادها، حيث تم بناء هذه المقاهي والمطاعم، واختيار مواقعها المناسبة في الحديقة، ليستمتع بها الزوار وبجمال الطبيعة المحيطة".
وتقع الحديقة وسط مساحات من المناطق التاريخية الإسلامية، والمدن القديمة في القاهرة، وتمتد على مساحة 30 فدان من الخضرة، في منطقة القاهرة الفاطمية، حيث يقع على جانبها الجنوب غربي مسجد السلطان حسن، وهو من أهم درّر العمارة الإسلامية في مصر والعالم، إضافة إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي.
وتم إنشاء الحديقة بواسطة إمام الطائفة الإسلامية الإسماعيلية الشيعية كريم شاه الحسيني "آغا خان الرابع"، بعد أن قرّر إهداء حديقة إلى مدينة القاهرة في العام 1984، بناء على الاعتقاد الإسلامي بأننا جميعاً مسؤولون عن إبداع الخالق، ولذلك يجب أن نترك الأرض مكاناً أفضل، حيث اتخذ هذا القرار أثناء مؤتمر 1984 "العاصمة النامية... مواكبة نمو القاهرة المدني".
وكانت المنطقة المقامة فيها الحديقة في حاجة إلى مساحة خضراء مفتوحة، إذ أنَّ التلة المقام عليها الحديقة توفر منظرًا مرتفعًا للمدينة، وتعطي مشهدًا بانوراميًا رائع، على 360 درجة، للمناظر الجذابة من القاهرة التاريخية.
وقبل بدء العمل، كانت منطقة "الدرّاسة" موقعًا كبيرًا للقمامة، وكان على العاملين نزع تراكمات من القمامة والحجارة، تراكمت على مدى 500 عام، بمواد تقدر بحمولة 80 ألف عربة كومت في الموقع عبر القرون، وأثناء تهيئة الموقع، ظهرت مجموعة من الاكتشافات الهائلة، تضمنت سور المدينة الأيوبية، والذي يعود إلى القرن الثاني عشر، في عهد صلاح الدين الأيوبي، فضلاً عن العديد من الأحجار الثمينة، المنقوشة بكتابات "هيروغلوفية".
ومن أهم المناطق داخل الحديقة التي تجذب عيون الزوار "مطعم القلعة"، في الجهة اليمنى، حيث يطل بشرفته الواسعة على قلعة صلاح الدين، وينفرد بحجراته الدافئة، حيث كوب الشاي والقهوة، ويتألف هذا المطعم من طابقين، ليشمل مطعماً ومقهى في المكان نفسه، ويطل على منظر خلاب في الحديقة، وكذلك "مطعم البحيرة" في الجهة اليسرى، المقام وسط بحيرة صناعية رائعة.
ومن الأماكن الجذابة في الحديقة أيضاً كافتيريا "واحة النخيل"، التي تقع وسط أصوات الشلالات المريحة للأعصاب، فيجول البعض في تلك الكافتيريا، للاستمتاع بجمال الطبيعة.