"طابا" منتجع سياحيّ مغلَّف بالجبال يجذب السائحين

القاهرة – محمود حماد تُعد "طابا"، مدينة حدودية سياحية ومنتجعًا تغلِّفه الجبال، وشريطها الساحلي هو الأكثر جمالاً على مستوى شبه جزيرة سيناء، وتتكوَّن من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، أجمل مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين، الذي رُمِّم من قِبل منظمة الآثار المصرية. وتقع طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كيلو متر في اتجاه الشمال، وتجاورها مدينة إيلات الإسرائيلية، وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالاً وشرم الشيخ جنوباً أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية في جنوب شبه جزيرة سيناء.
وأعلن رئيس جمعية مستثمري طابا المهندس ماجد الجمل في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أنه بلا شك أن السياحة تأثرت في طابا منذ "ثورة يناير"، شأنها شأن الوضع العام في مصر، موضحاً أن معدلات الإشغال في فنادق طابا حالياً تتراوح بين 10 إلى 15%، وأن غالبية السياح في المنطقة من ألمانيا وروسيا.
وتوقع أن يدعم مرور الاستفتاء على الدستور بسلام السياحة في مصر، إلا أنه يجب على الحكومة أن تدعم المستثمرين وأن تساندهم في ظل الظروف السيئة الحالية، والتي نتجت منذ ثورة يناير، وتسبب في شلل الحركة السياحية.
وتوافد إلى طابا عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم، ويوجد فيها أكثر من 10 فنادق، ويعد فندق "هيلتون طابا" الذي شيده الإسرائيليون في العام 1967 من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة "سونستا" إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية.
ولمدينة "طابا"، أهمية أخرى في فصول التاريخ المصري، أشهرها حادثة طابا في العام 1906 عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح، وتم تعيين علامات الحدود، وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية حدث خلاف على تعيين مكان بعض علامات الحدود التي تلاشت، وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا، لذلك اتفق الطرفان مصر وإسرائيل على مبدأ التحكيم، وفي 29 أيلول/ سبتمبر 1988، أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصري لتعيين موقع علامة الحدود، وفي 15 آذار/ مارس 1989 تسلمت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها.
وتُعَد طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وهي ذات أهمية إستراتيجية وسياحية كبيرة، وتبلغ مساحتها قرابة 508.8 فدان.