واشنطن - رولا عيسى
بعدما أخذتني سيارة الأجرة في رحلة طويلة، ظهر قصر قوطي ضخم من خلال أشجار الصنوبر، وذكر لي السائق "هل تعلم أن هذا هو الفندق الذي كتب فيلم "The Shining" من أجله، إنه من الإنصاف القول إنها كانت مقدمة أكثر تشجيعًا.
كتبت رواية ستيفن كينغ المرعبة في ولاية كولورادو، وكان هناك فندق يدعى ستانلي، قالوا إنه مصدر الإلهام، حتى أن الفيلم
الذي كان من بطولة جاك نيكلسون جرى تصوير جزء منه في الغرف، لكن عشاق السينما وبعض سائقي سيارات الأجرة يقولون خلاف ذلك، ويصرون على أن الإلهام الحقيقي هو بيت جبل موهونك في ولاية نيويورك.
وكان في موهونك العناصر الأساسية والخيالية جميعها التي تحتاجها في فندق "The Shining". كونه محاط بمساحة تبلغ 2200 فدانًا من البرية، ويحتوي على مطارق الكروكيه ومتاهة، وبالبحث في الطابق السفلي ستجد بار، ويعتبر موهونك الفندق الذي ظل ستيفن كينغ يعود إليه بشكل منتظم ومن السهل أن نرى لماذا.
وللوهلة الأولى يبدو ممشى الفندق وكأنه على الطراز الباروني، وجرى تخفيف هذه اللهجة عند الحواف، وتحتوي الغرف كلها تقريبًا على شرفة وكرسيين من الطراز الهزاز المريح.
غرفتي كانت تطل على البحيرة، ومشهد الماء وغابات الصنوبر القريبة رائع للغاية، قضيت الكثير من الوقت وأنا أراقب الناس في الزوارق التي تنزلق من خلال الماء. والفارق الأكبر بين هذا الفندق والفندق الذي ظهر في الفيلم أن موهونك يجمع آلاف العائلات، ويفضله الكثير من سكان نيويورك لأنه على بعد مسافة 90 دقيقة بالسيارة من مانهاتن.
ويعتبر موهونك فندق نادر، لأنه أحد الفنادق الأميركية الشاملة، ويتم فيه تقديم المواد الغذائية جميعها ومعظم الأنشطة داخل السعر المعروض للغرفة. ويعني هذا أنه يمكنك ركوب قوارب الكاياك عبر البحيرة في الصيف، والتزلج أو الذهاب للتزلج عبر البلاد في فصل الشتاء، أو التمتع باليوغا والتأمل على مدار العام، وكل ذلك ضمن السعر المقدم، وهناك خدمة مميزة من التحسين الذاتي والذي لا يضع تلفزيونات في الغرف، لذلك يعتبر موهونك طريقة جيدة للهروب من نمط الحياة الأميركي المزدحم والسريع. ويمكنك تناول الغذاء الرائع في حفلات الشواء التي تقام على حافة الماء، والاستمتاع بالشاي بعد الظهر والعشاء الفاخر في الليل.