حصون البحر

يبدو أن إمكانية تحويل حصون البحر في زمن الحرب إلى منتجعات فاخرة للأغنياء ممكنة، حيث ستشهد حصون قبالة ساحل كينت مجموعة ترميمات كاملة تكفي لمنافسة جزيرة الملياردير ريتشارد برانسون المسماة "نيكر".

وشيدت الحصون في منتصف مصب نهر التايمز عام 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية للمساعدة في الدفاع عن بريطانيا من البحرية الألمانية، وكان هدف الحصون إسقاط الطائرات النازية ومهاجمة سفن زرع الألغام الألمانية.

وستتحول الحصون إلى شقق فندقية مذهلة ومنتجع فاخر ومنتج صحي ومركز للترفيه، ونشرت صور تعطي لمحة عن ما سيؤول إليه المكان بتوقعات فريدة للإقامة وبتكلفة تصل إلى آلاف الجنيهات في الليلة الواحدة، وسيتمكن الزوار من الوصول إلى المخطط عن طريق طوافة أو "هليوكابتر"، وتخضع الحصون وما ستكون لمقارنة مع قطب العذراء في منطقة البحر الكاريبي والتي تعتبر المكان المفضل لدى الأثرياء والمشاهير.

وتشمل الخطط الجديدة للحصون إنشاء الحانات والمطاعم وقاعات الحفلات والمجالس على السطح، ويشرف على تطوير المكان شركة "نكست بيغ ثينق" البريطانية للإبداع والتي تتخذ من لندن مقرًا لها، وهي من نشرت الصور لما يكون عليه المكان.

وأفاد صاحب فكرة المشروع دايفيد كوبر: "سيكون من الصعب تحديد رقم لما سيكلف التجديد، تحدثت مع شخص في هذه الصناعة وقدر أن التكلفة ستكون بين 35 إلى 40 مليون جنيه إسترليني، ولكن عائداته تقدر بحوالي 15 مليون جنيه سنويًا، فنحن نتحدث عن جزيرة تحاكي جزيرة نيكر ولكن على نهر التايمز، مع عناصر يمكن تأجيرها ومساكن".

وجاءت الفكرة لكوبر بعد أن زار الجمعية الخيرية التي ترعى الحصون، وسارع بالكتابة لمطوري الفنادق لعرض فكرته، وأضاف: "جاءتني فكرة من القلاع والحصون في سولنت التي تم تحويلها إلى فنادق، ومع ذلك سيكون فندق مونسيل الذي سننشئه هنا على أعلى مستوى ليناسب الأغنياء جدًا، وبلغت تكلفة تحويل سولنت فد من 3 إلى 5 ملايين جنيه إسترليني، ولكن تكلفة المشروع المحتمل ستكون عشرة أضعاف ذلك الرقم".

وخرجت الحصون من الخدمة في الخمسينات، ولكنها ليست ملكًا لأحد، بالرغم من أنها على أرض تعود ملكيتها إلى كرون ستات التي أجرتها لمؤسسة خيرية تدعي "ريدساند" لمدة 99 عامًا، والتي بدورها ستؤجرها لمطوري الفنادق، وأي تطوير يحتاج لموافقة من منظمة البحرية وهيئة الموانئ البريطانية.

وأردف كوبر: "بصرف النظر عن حجم القلاع الهائل، إلا أن معظم أجزائها بحالة جيدة، بالرغم من تعرضها طول فترة 72 عامًا من وجودها في البحر للرياح والأمطار، وعرضت شركة نكست بيغ ثينغ خدماتها مجانًا، وبالتالي لن يكون هناك مشكلة في إيجاد مطور، تلقيت اهتمامًا كبيرًا من مختلف أنحاء العالم، وتحديدًا من باريس وإيطاليا".

وتابع: "قيل لي إنه بمجرد الانتهاء من نشر الكتيب النهائي للمشروع، فإنه سيحظى باهتمام الكثير من الناس ممن لديهم القدرة المالية على تطويره، أنا لست بناء ولا مهندسًا، ولكن أتوقع أن ينجز المشروع في غضون عامين أو ثلاثة"، ومن المقرر أن ينشر الكتيب النهائي للمشروع في كانون أول / ديسمبر المقبل.