بحارة يغامرون في رحلة حول العالم بالاعتماد على الطرق التقليدية

تقود الطبيعة الزورق البولينيزي "هوكالي" مزدوج الهيكل في البحر، حيث وصل للتو إلى نقطة منتصف رحلته التي بدأت منذ ثلاثة أعوام ليصل إلى منطقة "كيب تاون"، علمًا أن طاقم الزورق ترك هاواي العام الماضي وأبحروا في الطرق التي سلكها البولينيزيون منذ أعوام مضت. 

ووصل الزورق البولينيزي إلى جنوب أفريقيا عند نقطة المنتصف لرحلة الأعوام الثلاثة، بعدما قادته الطبيعة في جولته حول العالم، وتعد هذه النقطة من الرحلة هي الأكثر خطورة بسبب الظروف المعقدة للمحيط.

وترك الزورق مزدوج الهيكل "هوكالي" هاواي في العام الماضي، وأبحر أفراد طاقمه من دون تجهيزات ومعدات بحرية، حيث أنهم يستخدمون حركة الأمواج ومواقع النجوم للاسترشاد بهما في طريقهم الذي جلب بولينيزي إلى جزر هاواي.

ويتوقع أن تنتهي الرحلة عام 2017، حيث سيكون طاقم الزورق أبحر لأكثر من 60 ألف ميل بحري، وزاروا حوالي 100 ميناء بحري في 27 دولة.

ووصل الطاقم، الأسبوع الماضي إلى "كيب تاون" في جنوب أفريقيا، حيث يتعلم هناك عن المجتمع المحلي والعادات البحرية، وثقافة سكان هاواي الأصليين وطرق العناية بالمحيطات.

وصرَّح البحار نانيو طومسون: "نحن هنا وبخير وفي أمان، وفي يوم الاثنين انطلقنا من "كيب تاون" حول جنوب أفريقيا بأمان، كما أن الرحلة توثق علاقاتها واتصالاتها في كل محطات وقوفها، ولنكن منصفين فإن الغالبية من الناس لا يعرفون الكثير عن ثقافة هاواي أو ثقافة سكانها".

وروى طومسون وقائع اللحظة التي التقى فيها طالب من هاواي التحق بالرحلة مع طفل في كيب تاون، وقال له: "لم نكن نعرف كيف نتواصل معهم، حتى التحم أطفالنا مع أطفالهم في أداء رقصة"، ووصف امتزاج موسيقى أصوات طبول "البوها" مع الإيقاعات الإفريقية، قائلًا: "واليوم لدينا فرصة لنرى كيف يبدو السلام في العالم وكيف يعلو صوته".

وأضاف أن الوقوف المحتمل للرحلة سيكون بإذن من رئيس الأساقفة ديسموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي بارك الزورق أثناء زيارته لهاواي في 2012، مشيرا إلى الأخبار التي سمعها عن الهجمات الدامية في باريس، قائلا: "لقد عثرنا على معاني حقيقية للرعاية والرحمة من الأماكن العديدة التي زرناها، لقد حصلنا على البركة والسلام في رحلتنا وكنا محظوظين بها وسط كل هذه الأخبار عن الغضب والحقد". 

وسيقضي الزورق"هوكالي"  أسبوعين خارج المياه قبل رحيله عبر المحيط الأطلنطي لأول مرة إلى جنوب أميركا، علما أنه أبحر على متنه أكثر من 200 فرد من أفراد طاقمه، يلتحقون بالرحلة ويغادرونها في محطات عديدة.

وتم بناء "هوكالي" وأبحر لأول مرة عام 1970 في محاولة لتعزيز اكتشاف الطرق البولينيزية، وكانت أول سفرية إلى تاهيتي في 1976 رحلة ناجحة، وأصبح الزورق أيقونة النهضة البحرية الوسطى والمستقبلية لهاواي، وتسمى آخر رحلة "مالما هونو" والتي تعني "لرعاية أرضنا".