احتفالات أعياد الميلاد في فلسطين

 أكّد رئيس بلدية بيت لحم ,أنطون سلمان، أن مدينة بيت لحم تستعد لاستقبال أعياد الميلاد المجيدة، بطريقة مماثلة للسنوات السابقة من دون تغيير من حيث الظروف الصعبة، التي يفرضها الاحتلال من حصار خانق وفصلها عن توأمها مدينة القدس المحتلة .

‎وأضاف سلمان ، أن المدينة والمحافظة عامة تتعرض خلال الأشهر الماضية إلى هجمة استيطانية شرسة، تتمثل بالاستيلاء على الأرض لأغراض استيطانية لإقامة مستوطنة جديدة في منطقة "خلة النحلة" جنوبًا وبسعة (1200) وحدة استيطانية، ما يؤشر إلى أن الأمور تسير إلى الأسوأ، وليس نحو التهدئة والتخفيف من القيود، عدا عن توسيع الشارع الاستيطاني رقم 60، ومشروع بناء فنادق في منطقة الطنطور شمال بيت لحم .

‎وأكّد أنه رغم كل الانتهاكات والمنغصات اليومية  للاحتلال، إلا أن هناك إصرارًا واضحًا من قبل سكان مدينة بيت لحم والمحافظة، بل الوطن عامة على الاستمرار بالحياة مع تجسيد رسالة على أرض الواقع إننا مستمرون في النضال والكفاح نحو تحقيق أهدافنا الوطنية .

‎وأشار سلمان إلى أن رسالتهم في أعياد الميلاد هي رسالة "وجود وبقاء"، للتأكيد إننا متجذرون في وطننا مهما كان بطش المحتل، واننا سنفوت الفرصة عليه للنيل من عزيمتنا وإفساد مناسباتنا الدينية الوطنية.

‎وتابع: "نريد من أعيادنا الميلادية في هذا العام إعطاء الانطباع الفلسطيني الحقيقي من عمق أراضيه أنها هادئة آمنة، وخدماتهما مميزة  بمعنى إعطاء الصورة الحضارية الفلسطينية المشرقة".

‎ولفت سلمان إلى أن ما يميز احتفالات عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي هذا العام، هو الحضور والمشاركة الخارجية المميزة وهي لأول مرة تحدث، من خلال حضور (400 ) شخصية يمثلون 24 وفدا من خلال رؤساء وممثلي بلديات أجنبية وفرق ترانيم.

‎و قال سلمان "إن ساحة المهد ستكون للعائلات فقط ليلة إضاءة الشجرة، وانها ستغلق مع إمكانية الجميع الوصول اليها حفظا على سير الاحتفالات كما خطط لها، وسيكون فيها 2000 كرسي، حيث من المتوقع أن يشارك (15 ألف) محتفل يتقدمهم دولة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وسفراء وقناصل معتمدين لدى دولة فلسطين.

‎وبالنسبة للمشاركة الخارجية في الفعاليات والاحتفالات أشار الى ان هناك أربعة فرق للترانيم الدينية ستكون حاضرة واحدة من رومانيا، اثنتان من إيطاليا، إضافة الى فرقة الحكماء من مالطا، عدا عن البرنامج المشترك مع معهد أدوار سعيد للموسيقى المتعلق بمشاركة عدة فرق أجنبية موسيقية .

‎واعتبر سلمان أن نجاح إضاءة الشجرة سيكون له الأثر الكبير في نفوس العالم من خلال التشجيع على القدوم والمشاركة، وتأكيدا على الدور الريادي للقائمين في إخراج المناسبة الدينية الوطنية بأبهى صورها مع التأكيد على تماسك الصف الوطني .

‎وأشار إلى أن الحكومة وعدت بتقدم 50 ألف دولار كمساعدة في فعاليات الاحتفالات، إضافة إلى 70 ألف  دولار منحة من الرئيس تم استلامها.

‎وأوضح  ان البلدية تحرص دوما على تنفيذ مشاريع تحدث إضافة ونقلة نوعية للمدينة ، مشيرا الى ان هناك أربعة مشاريع قيد التنفيذ تتعلق بالبنية التحتية منها، شوارع  واد مسلم بطول (1.2) كم بتكلفة تفوق المليون دولار،  وقصر الهوا بتكلفة (800 ألف) شيقل، ومشروع دالاسال، ومشروع النجمة بمرحلته الأولى من حيث التأهيل بمبلغ إجمالي(4 ملايين ) دولار.

‎وأضاف: "لقد تم شراء أرض لبناء مدرسة صناعية في منطقة هندازة بتكلفة (550 ألف) دينار أردني ، وكذلك شراء قطعة أرض لمدرسة ابتدائية في منطقة المسلخ، والتي سيتم المباشرة فيها.

وتطرق الى الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلدية من عبء الديون عليها، التي تصل الى حوالي عشرة ملايين شيقل، تتوزع ما بين خدمات مشتركة نصف مليون شيقل، ومكب نفايات المنية بتكلفة 400 الف شيكل،  وتامين التقاعد بإجمالي 400 الف شيكل، وشركة الكهرباء مليوني شيقل، وجوانب أخرى، مؤكدا ان ما يتم تحصيله من جباية النفايات لا يصل الى 30% سنويا من مجموع كلي عشرة ملايين .

وشدد سلمان في ختام حديثه على ان احتفالات هذا العام ستكون رسالة قوية للاحتلال، وردا على ما جاء في حديث رئيس الوزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعم فيه انه صديق للمسيحيين، مضيفا: "إننا في فلسطين شعب واحد دون المسميات والهدف مشترك في كَنْس الاحتلال".