عدن ـ عبدالغني يحيى
أعلنت اللجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الاتفاقَ على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار، وذلك على وقع التصعيد الحوثي المستمر في محافظة الحديدة، وخروق الجماعة المستمرة للهدنة.
جاء ذلك في بيان للجنة، عقب انتهاء الاجتماع السادس المشترك لأعضاء اللجنة على متن السفينة الأممية قبالة المياه المفتوحة في الحديدة، يومي الأحد والاثنين الماضيين.
وأكدت اللجنة المشتركة التي تقودها الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية، أنها قامت بتفعيل آلية التهدئة، وتعزيز وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، وأوضحت، أنه تم بناء على ذلك “إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة”.
وعن المهمات التي ستوكل للمركز، أفاد البيان بأن المركز “سيعمل على الحد من التصعيد، ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة”.
اقرأ أيضًا:
المبعوث الأممي لليمن يدين استهداف "الحوثيين" مطار أبها في السعودية
وذكر البيان أن أعضاء اللجنة المشتركة قرروا “نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين”.
وكشف البيان عن أن أعضاء اللجنة تناولوا “الجوانب التقنية والعملية من اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة، ومراحله، وسيقدمون مقترحاتهم إزاءها لاحقًا”، وفق ما جاء في البيان.
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية ومحلية بأن قتلى وجرحى من المدنيين، ومن عناصر الميليشيات الحوثية، سقطوا في الحديدة، أمس، جراء انفجار مخزن أسلحة تابع للجماعة.
وقالت المصادر إن “انفجارات عنيفة وقعت في حي الزعفران بشارع جيزان، شمال مدينة الحديدة، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى في صفوف الانقلابين، إضافة إلى إلحاق أضرار الكبيرة بمنازل المواطنين، وخلق الخوف والرعب بين السكان”.
وقال السكان إن “ألسنة اللهب تصاعدت بشكل كبير مع سماع الانفجارات العنيفة بسبب انفجار مخزن الأسلحة، وكذلك ما يعتقد أنه معمل لصناعة المتفجرات”، موضحين أنه “لم يعرف بعد عدد الخسائر البشرية بين أوساط المواطنين، وكذلك ميليشيات الانقلاب”.
وفي حين لم تعرف أسباب الانفجار، شوهدت سيارات الإسعاف تهرع للمكان لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
جاء ذلك فيما تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية شن قصف مكثف، وبشكل عشوائي، على مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية المحررة في مدينة الحديدة، بالتزامن مع قصف مماثل على القرى الريفية بجنوب المحافظة، وأشدها على مديريات التحيتا وحيس والدريهمي.
وكسرت القوات الحكومية، وفق مصادر عسكرية حكومية، هجوم ميليشيات الانقلاب على مواقعها شرق وجنوب مدينة الحديدة، الذي تركز بشكل أعنف في شارع الخمسين، شرقًا، وشارع النجدة، جنوبًا.
ووفقًا لمصادر ميدانية، نقل عنها مركز إعلام “قوات العمالقة”، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، فقد “أطلقت ميليشيات الحوثي نيران أسلحتها المدفعية والرشاشة بشكل مكثف وعنيف على مواقع القوات المشتركة في مديرية التحيتا في أوقات متفرقة، الاثنين، باستخدام قذائف مدفعية (الهاون) من (عيار 82) ومدفعية (الهاوزر)، وبقذائف مدفعيةB10) ) مع قصف مماثل للانقلابيين بقصف مدفعي وعمليات قنص على مواقع القوات المشتركة في أطراف مديرية حيس”.
وأكدت المصادر ذاتها أن “القصف والاستهداف اللذين تقوم بهما الميليشيات تزامن مع قيامها بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، وحشد قوات جديدة نحو مديرية التحيتا ومناطق أخرى في محافظة الحديدة”.
إلى ذلك، تكبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الساعات الماضية، في محافظتي صعدة، شمال غربي صنعاء، والجوف، شمالًا، الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، علاوة على الخسائر المماثلة للانقلابيين في معاركهم مع الجيش الوطني في عدد من الجبهات، أبرزها جبهات صعدة والبيضاء، وسط، وحجة، شمال غرب، والبيضاء بجنوب البلاد.
وأعلن الجيش الوطني أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية كثفت من غاراتها الجوية على ميليشيا الحوثي في مديرية رازح، غرب محافظة صعدة.
وذكر، عبر موقعه الرسمي، أن “مقاتلات التحالف دمرت، الأحد، بثلاث غارات جوية، مخزنًا للسلاح الخفيف والمتوسط والذخيرة للميليشيات الحوثية في منطقة بني معين بمديرية رازح. كما دمرت بغارات أخرى عيارات لميليشيات الحوثي كانت تتمركز في جبل الأذناب الاستراتيجي بالمديرية ذاتها، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي المتمردة”. كما استهدفت مقاتلات التحالف، بغارات جوية، مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في منطقتي السليلة والوجف بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، ما أسفر عن تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش وميليشيات الانقلاب في جبهات مريس وحج، شمال وغرب الضالع، وفي جبهة الزاهر في البيضاء.
وقال مصدر في “المقاومة الشعبية” في البيضاء، إن “الجيش والمقاومة شنا هجومًا مباغتًا، مساء الأحد، على مواقع الانقلابيين في منطقة عشاش، الواقعة بين عزلتي قربة والحبج، بمديرية الزاهر، ما أسفر عن اندلاع مواجهات، مصحوبًا بالقصف المتبادل، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من الانقلابيين”.
وفي الضالع، تواصلت المعارك العنيفة في الجبهات الشمالية والغربية للمحافظة، وسط استماتة من ميليشيات الانقلاب للتقدم إلى مواقع الجيش، واستعادة مواقع خسرتها، الأمر الذي قابله استماتة من الجيش الوطني لاستكمال تحرير المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الانقلابيين والمحافظة بشكل كامل.
وتواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفها المكثف والعشوائي بقذائفها وبصواريخ “الكاتيوشا” على قرى مريس المأهولة بالسكان، مخلفة خسائر في ممتلكات المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بمقتل المواطن محمد علي عبد الكريم، من أبناء قرية القهرة، الواقعة في خط التماس بمديرية مريس، وذلك إثر انفجار لغم أرضي حوثي، وهو في طريقه إلى مزرعته.
كان الجيش الوطني أعلن مقتل نحو 20 انقلابيًا، وإصابة آخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، السبت، في معارك مع الجيش الوطني بإسناد من تحالف دعم الشرعية.
وقال مصدر عسكري ميداني، نقل عنه مركز إعلام الجيش، إن “قوات الجيش الوطني مسنودة بتحالف دعم الشرعية حققت تقدّمًا جديدًا في منطقة حريب نهم شرق العاصمة صنعاء، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية”.
وأضاف أن “الجيش الوطني شن هجومًا معاكسًا تمكن من خلاله من تحرير عدد من المواقع في حريب نهم منها البزخ ونبقان”، مؤكدًا أن “المعارك أسفرت عن مقتل 20 عنصرًا من الميليشيات وعدد من الجرحى”.
وذكر المصدر ذاته أن “مقاتلات التحالف استهدفت بخمس غارات مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في مواقع متفرقة بنهم، بالتزامن مع المعارك، وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وتدمير آليات قتالية تابعة لها”
قد يهمك أيضًا:
الحوثي يعلق على رفض الرئيس اليمني استمرار المبعوث الدولي مارتن غريفيث في مهامه
مارتن غريفيث يتعهّد بالالتزام بالمرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية